الدور المحوري للتعليم في بناء المجتمعات المستدامة

تُعدّ عملية التعليم ركيزة أساسية لا غنى عنها لتطوير مجتمع متماسك ومستدام. فهي ليست مجرد نقل للمعارف والمهارات فحسب؛ بل تتخطى ذلك إلى تعزيز القيم الأخل

  • صاحب المنشور: حامد الودغيري

    ملخص النقاش:
    تُعدّ عملية التعليم ركيزة أساسية لا غنى عنها لتطوير مجتمع متماسك ومستدام. فهي ليست مجرد نقل للمعارف والمهارات فحسب؛ بل تتخطى ذلك إلى تعزيز القيم الأخلاقية والإنسانية التي تحث على المسؤولية الاجتماعية والتكاتف الجماعي. يلعب كل جانب من جوانب النظام التعليمي دوراً محورياً في تشكيل بنية هذه المجتمعات وتمكينها من مواجهة التحديات الحالية والمستقبلية بأمانٍ واستقرار.

في هذا السياق، يمكننا استقراء العلاقة المتينة بين نوعية التعليم وجودة حياة الأفراد والمجتمع كوحدة واحدة مترابطة. فالأجيال الجديدة تُشكل بناء الوطن وتكون الركيزة الأساسية لنموه ورقيّه، لذلك فإن الاستثمار الجديّ بالقطاع التعليمي أمر ضروري وملح لمواكبة التحولات العالمية المتسارعة والحفاظ على مكانة الدولة ضمن خارطة المساعي الإنسانية المتجددة باستمرار.

أولاً وقبل كل شيء، يعتبر التعليم انعكاسًا مباشرًا للتطور الاجتماعي والثقافي لأمة ما. فهو المرآة التي تعكس مدى اهتمام الأمة بقضايا العلم والمعرفة وإنتاج المعرفة أيضًا. تساهم المدارس وجامعات الدول الحديثة بتوفير بيئة خصبة للإبداع والنقد البنّاء مما يؤدي بالتالي لإحداث تغيير جذري داخل المنظومة الثقافية للمجتمع وذلك عبر توسيع آفاق الفكر لدى أفراده وشجعهم نحو مزاولة البحث العلمي وبالتالي تحقيق تقدم ملحوظ يساهم بإعادة رسم خرائط مستقبلهم وأوطانهم أيضاً.

بالإضافة لما سبق ذكره أعلاه، يشمل دور التربية أيضا مهمة حيوية أخرى تتمثل بتوعية الطلاب بشأن أهميتها بالنسبة لعيش حياة صحية منتجة ذات معايير أخلاق واجتماعية عالية المستوى. إذ يتوجب تربية الأطفال منذ نعومة أظافرهم على احترام قواعد اللعبة الرياضية مثلا أو تفادي العنف عند حل خلاف بسيط وغيرهما العديد من الأمثلة الأخرى والتي تعتبر جميعها محاور اساسية لبناء شخصية سوية لديهم تساعد بعدئذ بممارسة حياتهن كبالغين مؤثرين ايجابيا حولهم وفي مجتمعاتها الصغيرة والكبيرة كذلك! إن ترسخ مثل تلك العادات الحميدة داخل نفوس الصغار سيولد بدون شك جيل جديد قادرٌ بلاشك علي تحمل مسئوليته اتجاه نفسه اولا ثم تجاه عائلته وهكذا حتى يصل مداه ليتسع عالميا ويعم بالنفع والخير جميع البشرية جمعا بعيدا عن الوقائع المالية الضيقة الضيقة دائرة تأثيرها !

وفي المقابل فان تقصير الحكومات وعدم تأدية مسؤولياتها كاملة تجاه الشأن التعليمي سينتج عنه نتائج كارثيه قصيرة وطويلة المدى .حيث ستظهر آثار سلبيتها مباشرة بعد مرور وقت قصير نسبيا بينما لن ترى آخر أثاره إلا حين تصبح المشكلة أكثر بروزا فتبدأ هنا مرحلة المكافحة المضنية لعلاج داء كان بالإمكان تجنبه تماما لو تم التصرف بحكمة واتزان بداية الامر .. ولعل خير مثال حي لمنطقة الشرق الاوسط اليوم حيث يعاني الكثير ممن يعيش بها نتيجة ضعف الخدمات العامة ومن ضمنها سرقة اموال المواطنين باسم تطوير مشاريع خدمية وهمية منها قطاع الصحة والتربيه والمعارف وغيرها الكثير مما جعل مجمل حجم الخراب الاقتصادي والفكري واقعا مسليا للشعوب المحصورة جغرافيا وثقافيا وسط حضارة كانت سابقا رائده علميا وفلكلوريا لكن القدر شاء لها ان تغرق تحت مك


حنان بوزيان

9 وبلاگ نوشته ها

نظرات