- صاحب المنشور: سعاد اليعقوبي
ملخص النقاش:
في ظل ثورة المعلومات والتطور المتسارع للتقنيات الحديثة، تواجه أنظمة التعليم حول العالم تحديات كبيرة لمواكبة هذه التحولات بسرعة كافية. يُعدّ هذا الأمر قضية حيوية بالنظر إلى الدور المحوري الذي يلعبه التعليم كمفتاح رئيسي لتحقيق تقدم اجتماعي واقتصادي مستدام. يأتي مصطلح "أزمة التعليم التكنولوجي" ليصف الفجوة المتنامية بين القدرات التقنية للأجيال الجديدة وتلك التي يتم تطويرها في الأنظمة التعليمية الحالية.
تشكل الشبكة العنكبوتية العالمية والذكاء الصناعي والمعرفة الرقمية المجالات الأساسية لهذا الاضطراب المستمر. يعكس تزايد اعتماد المجتمع على البيانات الضخمة وأتمتة العمليات مدى سرعة تغير متطلبات سوق العمل العالمي. يتعين على المؤسسات الأكاديمية إعادة النظر بشكل جوهري في منهجيتها لتزويد الطلاب بمجموعة مهارات جديدة تشمل البرمجة، علم البيانات، ومفاهيم الذكاء الاصطناعي. بالإضافة لذلك، باتت هناك حاجة ملحة لإعادة تعريف دور المعلمين - ليست فقط مصادر معرفة بل مرشدين يستثمرون الوقت والجهد لفهم احتياجات طلاب القرن الواحد والعشرين الذين نشأوا محاطين بالتكنولوجيا منذ ولادتهم تقريبًا.
وبالتالي، فإن الاستجابة لهذه القضية تتطلب نهجا ثلاثي الأبعاد يشمل: أولاً، إنشاء سياسات وطنية تعترف بتغير طبيعة الوظائف وتحوي البرامج التدريبية بناء عليها؛ ثانياً، تقديم فرص تدريب مستمرة للمعلمين ليتمكنوا من فهم وتعزيز بيئة التعلم المرنة والشاملة; أخيراً وليس آخراً, تطبيق أدوات رقمية مبتكرة داخل الفصل الدراسي مثل الواقع الافتراضي والألعاب التربوية لدعم العملية التعليمية بطريقة أكثر جاذبية وجاذبية.
من غير المحتمل تجاوز هذه المشكلة عبر إجراء تحسينات جزئية أو حلول مؤقتة لأن الحل العميق يتعلق بالاستثمار الجدي والاستراتيجي في استعدادنا لعصر رقمي بلا حدود. إنها دعوة لكل فرد صاحب تأثير سواء كانوا وزراء للمعارف أم رؤساء الشركات الخاصة، حيث يحقق كل منهم انتصاراً عندما يندمجون معاً نحو هدف مشترك وهو ضمان تسليم أفضل نوع ممكن من الخدمات والموارد لأطفالنا اليوم حتى يتسنى لهم المنافسة غدا ضمن عالم عمل تنافسي ومتطلب ومتحول باستمرار بسبب التقدم العلمي والابتكار المستمر.