إن اختبار إنزيم اللاكتات دي هيدروجينيز، والمعروف اختصاراً بـ "LDH"، يعتبر واحداً من أهم الاختبارات التي يتم استخدامها في المجال الطبي كجزء من مجموعة واسعة من الفحوصات التشخيصية الشاملة للصحة. هذا الإنزيم، الذي يلعب دوراً محورياً في عملية استقلاب الطاقة داخل الخلايا، يمكن أن يساعد الأطباء بشكل كبير في تحديد مجموعة متنوعة من الحالات الصحية المختلفة.
LDH عبارة عن بروتين موجود في جميع خلايا الجسم تقريباً، ولكن تركيزاته تكون أعلى بكثير في بعض الأعضاء مثل القلب والكبد والكلى والعظام والأنسجة العصبية. عندما يحدث تلف لأيٍّ منها، قد يؤدي ذلك إلى خروج كميات زائدة من إنزيم LDH إلى مجرى الدم وبالتالي زيادة مستوياته هناك مما يشير إلى وجود مشكلة صحية محتملة تستدعي الرعاية والعلاج.
تُستخدم عادة فحوصات LDH لتقييم مدى شدة الأمراض الالتهابية والمستقرة وتحديد مدى انتشار المرض وفعالية العلاج. كما أنها مفيدة أيضاً في تشخيص حالات مثل أمراض القلب والتهابات رئوية ونوبات قلبية وانخفاض نسبة السكر في الدم وعدم تحمل الجلوكوز وكذلك سرطان الثدي والرئة والجهاز الهضمي وغيرها.
بالإضافة لذلك، فإن قياس مستوى LDH مهم للغاية بعد عمليات زرع نخاع العظم لأنه يقيس فعالية العملية وكيفية تعافي المريض لاحقًا. علاوةً على ذلك، تعد هذه الفحوصات جزءاً أساسياً لرصد تقدم مرضى السرطان ومراقبة نجاح خطط علاجهم.
في الختام، يعد تحليل LDH أداة طبية حيوية تساعد الأطباء على فهم حالة صحة مريضاهم بدقة أكبر، سواء كان الأمر يتعلق بتشخيص الحالة الأولى أو مراقبتها أثناء فترة التعافي. ولذلك، يجب دائمًا الرجوع إلى طبيب متخصص قبل إجراء أي نوع من الفحوصات الطبية واستشارة نتائجها بتمعن للحصول على صورة كاملة وصحيحة عن حالتكم الصحية.