- صاحب المنشور: حميد الزوبيري
ملخص النقاش:يتناول هذا الموضوع دور الإسلام في تعزيز التعليم العالي وكيفية مواجهة التحديات المرتبطة به. يعتبر الإسلام منذ القدم حامل رسالة رئيسية تتعلق بالعلم والمعرفة، حيث يؤكد على أهمية طلب العلم باعتباره فريضة على كل مسلم ومسلمة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "طلب العلم فريضة على كل مسلم"؛ مما يؤكد مكانة العلم الدينية والدنيوية في الشريعة الإسلامية.
في العصر الحديث، شهدت الدول الإسلامية تزايدًا ملحوظًا في عدد الطلاب الزائرين الجامعات المحلية والعالمية. إلا أن هذه العملية ليست خالية تماماً من العقبات والتحديات التي تشمل الفوارق الاجتماعية والاقتصادية، القيود الثقافية والدينية المحتملة والتي قد تؤثر في مشاركة المرأة خاصة، بالإضافة إلى عدم كفاية الموارد والبنية الأساسية اللازمة لتوفير بيئة تعليم فعّال.\
التحديات
الفجوة الاقتصادية والثقافية:
رغم وجود العديد من المنظمات الدولية مثل البنك الدولي ومنظمة اليونسكو اللاتي يعملن على تقليل فجوات التعليم بين البلدان المختلفة، فإن الوضع يبقى محفوفا بالتحديات. فالفقر المدقع غالبًا ما يحول دون الحصول على تعليم عالي الجودة بالنسبة للعديد من الشباب المسلم.
الحواجز الثقافية والدينية:
تختلف الأعراف والأعراف الثقافية عبر العالم الإسلامي الواسع مما يمكن أن يخلق أجواء غير مناسبة أو مستثناة بعضها البعض داخل المؤسسات الأكاديمية. كما يمكن للحساسيات المتعلقة بالإسلام والممارسات الدينية أن تخلق تعارضات مع المعايير الغربية المستمرة في الكثير من جامعات اليوم العالمية.
محدودية الموارد والبنية الأساسية:
حتى وإن زاد الاهتمام الحكومي بتطوير القطاع التعليمي، مازلنا نواجه نقصًا واضحًا في عدد الكليات والجامعات والمراكز البحثية الحديثة في المجتمعات الإسلامية مقارنة بمكانها العالمي.
الإنجازات
على الرغم من تلك الصعوبات، حققت دول إسلامية عديدة تقدمًا مثير للإعجاب في مجال التعليم العالي خلال السنوات الأخيرة.
زيادة معدلات الالتحاق:
أظهرت بيانات منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) زيادة كبيرة في مؤشرات التحاق الطلاب بالمدارس الثانوية والجامعية في مختلف بلدان العالم العربي. فمثلاً، ارتفع نصيب الأفراد الذين يتابعون تعليمهم بعد مرحلة التعليم الأساسي في السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة وغيرها من البلاد بنسبة مضاعفة عن الأعداد المسجلة عام ٢٠٠٠ ميلادي.
الابتكار في المناهج الدراسية:
بدأت عدة مؤسسات أكاديمية بإدراج دورات وبرامج جديدة تواكب متطلبات القرن الحادي والعشرين كالريادة الرقمية والذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات بهدف تزويد الخريجين مهارات عملية تساهم بخدمة مجتمعاتهم وأوطانهم.
الرعاية الدولية:
استقطبت مدارس وجامعات كبرى عالميًا دعم وتمويل خارجيين لمساعدتها على توسيع نطاق خدماتها وتحسين جودة منتوجاتها المعرفية. ومن أمثلته صندوق قطر للتنمية الذي مول مشاريع تعليمية محورية لمصلحة الطلبة الأفارقة والسعودي والخليجي عامة.
وفي الختام، تبقى مهمة تطوير نظام تعليمي شامل ومتطور يشجع التفكير الحر والبحث العلمي ضمن حدود الشرع والقيم الأخلاقية مركزية لتحقيق طموحات الشعوب الإسلامية ورؤيتها للمستقبل.