سأكتُبُ في هذهِ السلسلةِ بشكلٍ وجيزٍ ومُختَصر ما أعلمهُ عن تاريخِ الإسلام، ابتداءً مِنْ آدَم عليهِ السلام ومرورًا بأوّلِ رسولٍ إلى الأرضِ وهو نوح صلى الله عليهِ وسلم وانتهاءً بآخِرِ رسولٍ إلى الأرضِ وهو مُحمّدُُ صلى الله عليهِ وسلم،
. [الإسلام]
الإسلام هو الذي لأجلهِ خلقَ الله الخَلقَ إنسَهُم وجِنّهُم، قال تعالى: {وما خَلقتُ الجِنَّ والإنسَ إلا لٍيَعبُدون}، يعبدون: أي يُوحِّدون،
والإسلامُ في اللغة: هو الإستسلام والخضوع والذل، ومنها قولهُ تعالى: {فلمّا أسلَمَا وتلّهُ للجَبين}،
والإسلام في الشرع نوعين:
1- الإسلام الكَوْني [أيْ العبادة الكونيّة]: وهو الإستسلام لأوامِر الله الكَونيّة، وهذا الإسلام -أي هذهِ العبادة- تشمَل المؤمن والكافر، لا يستطيع الخروج عنها أحدُُ لا المؤمن ولا الكافر، الكُل مستَسلِم لله في هذه العبادة مُكرَهِين، وهي مِن معاني الربوبية،
فإستسلام المخلوقات لأوامِر الله الكونيّة المتمثّلة في القضاء الكوني = مِن ربوبيةِ الله ومُلكَهُ لمخلوقاتِهِ، قال تعالى: {أفغيرَ دينِ الله يبغونَ ولهُ أسلمَ مَن في السمواتِ والأرضِ طوعاً وكرهاً وإليهِ يُرجعون}، وقال تعالى: {وإنْ كُل مَن في السمواتِ والأرض إلّا آتِي الرحمن عبدَا}،
فالأنسان يمرَض ويفقَر ويفقِد أحبابهُ ويموت ويَستسلِم لغيرِها مِن أوامِر الله الكونيّةِ بِدونِ أنْ يكونَ مُريداً لذلكَ بل هو كارِه لذلك، ولكن هذا أمرُ الله الكَوْنِي لا يستطيع الخروج عنهُ أحد، لا المؤمن ولا الكافر، وهو مِن معاني ربوبية الله وعبوديّةُ الخَلق وانقيادهُم له كونيًّا