1️⃣ حين يكون التطبيب بالتخمين، ويصرف العلاج على قاعدة "قليل من دواء لكل داء يحصل بمجموعها الشفاء" وقاعدة "أعطِ وصفة يا تصيب يا تخيب!". وهو أسلوب يعمل به بعض الجهلاء ويضللون به البسطاء وبذا يغطّون به عجزهم عن تشخيص الداء.

في هذه السلسلة أروي لكم قصة حقيقية مرت بنا وما أكثر أمثالها!

2️⃣ راجعتْ لديّ في العيادة سيدة بعد أن عانت من عارض صحي أقلقها لعدة أشهر طافت خلالها على العديد من الأطباء في العيادات والمستشفيات وعملتْ عدة استشارات بالهاتف وكانت نتيجة التوصيات أن طُلِب منها إجراء عدة فحوصات دم وإشاعات مقطعية وغيرها مما كلّفها مبالغ طائلة.

3️⃣ وكان معها ٣ أكياس من الدواء تحمله، وفيها أكثر من ١٥ صنفاً من الأدوية للسكري والضغط والكولسترول وأنواع المسكّنات والأدوية المرخية للعضلات وأصناف الفيتامينات! وهذا طبيب يزيد في هذا الدواء والآخر يخفضه. والنتيجة أن الأعراض لم تزل موجودة، والمشكلة لم تُحدد بدقة، والميزانية محدودة!

4️⃣ وكانت شكواها الرئيسة رجفة في الأطراف وتعرقاً وخفقاناً وشعوراً بالتعب المفاجئ. يحدث لها بعد وجبة الأكل ب ٣ إلى ٤ ساعات. ويكون قياس السكر وقتها منخفضاً إلى ما يقارب ٥٠. ولا يحدث شيء من ذلك أثناء الصيام مهما طال. وكان وزن الجسم فيه زيادة ملحوظة. وعندها تصبغات غامقة خلف الرقبة.

5️⃣ إن هذا المشهد والتسلسل في الأحداث يدل دلالة واضحة على انخفاض السكر المسمى "الانخفاض الانعكاسي" وتشخيصه في غاية السهولة ويتضح من أول زيارة لعيادة الغدد.

وتحدث هذه الظاهرة للأشخاص الذين لديهم استعداد للإصابة بالسكري فيما يعرف بما "قبل السكري" Prediabetes أو في بدايات الإصابة به.