- صاحب المنشور: عبد الودود المهيري
ملخص النقاش:
لا شك بأن العالم اليوم يواجه تحديات متعددة ومتشابكة تتطلب تعاونًا وتعاونًا غير مسبوق بين مختلف المجالات العلمية. أحد أهم هذه التحالفات المثمرة والذي غالبًا ما يُغفل أو يؤجل هو الاتحاد بين العلوم الدينية والعلوم الطبيعية. هذا الحوار ليس جديدًا ولكنه يتضخم ويصبح ضروريًا أكثر فأكثر مع تقدمنا نحو المستقبل حيث ستكون هناك حاجة إلى رؤى شاملة لحل المشكلات المعقدة التي نواجهها كبشر. ولكن هذا الطريق مليء بالتحديات والصعوبات بسبب الاختلاف الجذري في الأفق الذي ينظر منه كل مجال وهو الأمر الذي يمكن اعتباره بوابة للتفاهم الحقيقي والتعلم المتبادل.
فيما يلي بعض القضايا الأساسية والمخاوف التي قد تظهر أثناء محاولة تحقيق اتحاد فعال بين العلوم الدينية والطبيعية:
- الاختلافات المعرفية: تحتمل العلوم الدينية عادة ركائز ميتافيزيقية وأيديولوجيات نموذجية لم يتم دعمها بشكل مباشر عبر التجارب التجريبية بينما تعتمد العلوم الطبيعة على ملاحظة ومراقبة الظواهر الفيزيائية. لذلك فإن فهم كيفية دمج الأدوات والأدوات النظرية والاستنتاجية المختلفة لكل مجال أمر بالغ الأهمية لتجنب الالتباس والفوضى الفكرية.
- مفاهيم الزمان والمكان: يلعب الزمان والمكان دوراً هاماً في العديد من المفاهيم الدينية؛ فمثلاً، إن الوقت المطلق الواضح في العلوم الطبيعية قد يخضع للتفسير والمعنى الروحي حسب التعاليم الدينية. إنه لمن المنظور المهم كيف يمكن للمتخصصين مواجهة مثل هذه التناقضات والحفاظ عليها ضمن هياكل معرفية مشتركة.
- الطرق البحثية: الطريقة المستخدمة في الحصول على البيانات والمعلومات في العلوم الدينية مختلفة تماماً مقارنة بطرائق العلوم الطبيعية الاستقصائية. ذلك يعني أنه يجب على الباحثين تطوير نهج متعدد الثقافات يسمح بنقل الأفكار بطريقة تبادلية وثقة.
- ثابت مقابل متحول: تشدد الدينيات على الثوابت غير القابلة للتغيير فيما تركز العلوم الطبيعية على المرونة والقدرة على التكيف. وهذا يعكس مدى اختلاف كيفية نظر كل منهما للعالم وكيف أنها تصمم مفاهيم العملية والبنية الخاصة بها.
على الرغم مما سبق ذكره، إلا أنه يوجد أيضًا فرص كبيرة لربط مجالي الدراسة عندما يعملان جنبا إلى جنب. فيما يأتي أمثلة قليلة لما يمكن تحقيقه عند اتباع النهج الصحيح لهذا النوع من الشراكات:
* حل مشاكل أخلاقية: يشكل الأخلاق جانب حيوي عند تطبيق البحوث البيولوجية والتقنية الحديثة وتحقيق السلام العالمي والخيري العام، والتي هي أيضا أساس مهم للدراسات الإسلامية والإنسانية عموما. وبالتالي فقد يساعد التشاور والتنسيق المكثفين بين علماء الدين والباحثين الطبيعيين في ضمان توافق الحلول المقترحة مع جميع الموازين الإرشادية والقيمية ذات الصلة.
* إعادة تعريف الحدود: عندما تعمل العلوم الدينية والطبيعية سوياً، يمكنهما توسيع نطاق فهمنا للأرض والسماوات والجسد الإنساني وكافة الكيانات الأخرى. وقد يعيد هكذا تركيب لنظرتهم الأصلية تصوّر عالمنا الحالي كما نعرفه الآن، مستحدثًا بذلك أفكار جديدة حول طبيعتِ وجودِ الإنسانِ في هذا الكون الغامض المُثير للإعجاب.
الوسوم:
#علمالأديان,#الإسلام,#العلم,#دراساتإسلامية