هناك أكثر من لغة فرعية في إطار اللغة العامة. مثلا/ لغة التربويين، لغة التجار، لغة قرية من القرى.
ويميل فلاسفة ما بعد الحداثة إلى تسمية كل أولئك بـ"ألعاب اللغة Sprachspiele" وهو مصطلح سكّه لودفيغ فتغنشتاين. ولكي نعرف خطورة ألعاب اللغة علينا أن نتذكر أنهم ينكرون وجود "لغة عامة"
=
اللغة العامة كإطار يشمل كل اللغات الفرعية هو ذاته "لعبة لغوية" كما يرون. وليس هناك لغة عامة أو (ميتا-لغة) يتم الرجوع إليها للفصل بين الاستعمالات اللغوية. وهذا سبب تسميتها لعبة.
لنتدبرْ ألعابَ الرياضة: كرة القدم، كرة اليد، السباحة، إلخ. ليس هناك لعبة كبرى تضمها (ميتا-لعبة)
=
اللعبة تمتاز بشيء واحد وهو أن قوانينها داخلية ... وليست ذات طابع قهري بل إلزامي. فكل لاعب "يلتزم" بالقواعد لكي تتم اللعبة. لكنه قادر على انتهاك القواعد (فهي ليست قهرية كقوانين الجاذبية). ومن ثم ظهرت لوائح العقوبات لضمان الالتزام.
=
إذا استطعتَ، حسب هؤلاء الفلاسفة، أن تجد لعبةً كبرى تلمّ كل الألعاب، فإنك سوف تستطيع أن تجد لغة كبرى/عامة تكون إطاراً لكل اللغات (الفرعية).
ضد هؤلاء يرى لسانيون مثل تشومسكي أن لكل لغة نحواً عاماً (قواعد) بل إنه يعتقد أن كل لغات البشر لها نحو كوني مشترك.
=
يمكن حقاً المراهنة على النحو، لكن اللغة، كما ينطلق هؤلاء الفتغنشتاينيون "ليس فيها معانٍ بل استعمالات". والنحو قواعد خاصة بكل لعبة، وتثبيت نحو كلي في بطون الكتب لم يوقف لغات البشر الحية اليومية (ما تسمى باللهجات) من التطور "والانحراف" عن النحو المعياري.
ا.هـ.