- صاحب المنشور: عبد المحسن المجدوب
ملخص النقاش:
في عصر تتزايد فيه المعرفة العلمية وتتوسع الحدود المعرفية للإنسان، يبرز تناغم العلاقة بين الدين والعلم كنقاش حيوي ومثير للجدل. لقد كان هناك دائما محاولة لفهم طبيعة هذا الربط وما إذا كانت هذه المجالات المتنوعة يمكن أن ت coexist بدون تعارض أو حتى تكامل مفيد. فمن ناحية يرى البعض أن العلم والدين وجهان لعملة واحدة - حيث يعبر الأول عن الحقائق الطبيعية والآخر حول الأخلاق والقيم الروحية؛ وبالتالي فإن أي صراع محتمل هو مجرد سوء فهم نابع من عدم الفهم المشترك. بينما ينظر آخرون إلى خلاف مباشر وعدم توافق بينهما بسبب الاختلافات الأساسية في الأساليب والأهداف والبنية النظرية لكل مجال.
يُعدّ تاريخ اللقاء الإسلامي العلمي مثالا بارزا على كيفية اندماج واستفادة المجتمع الإسلامي القديم بطرق مبتكرة وكيف يمكن لهذا التقارب الثنائي التعزيز الذاتي عندما يتم وضعه في بيئات مُحفزة بشكل مناسب بعيدا عن المصالح الشخصية الضيقة وأجندات خارج الموضوع العريقة الخفية والمفسدة للعقلانية والتي تهدف لتكريس حالةٍ متأثرة بالجهل الأعمى نحو غير المرئي منها! ومن هنا يتضح أهمية دراسة التاريخ والنظر إليه كمصدر للتوجيه والتعليم المستمر وليس فقط كتسجيل للأحداث الماضيّة الغابره المنتهيه صلاحيتها الانسانيا ! وهذا يؤكد ضرورة إعادة النظر الدائم لتلك العلاقات بهدف تحقيق أفضل أنواع التعاون وتعظيم القيمة الإجمالية لكلا القطاعين مما سيؤدي بالتأكيد لمزيد من الرقي الحضاري والمعرفي والإنجاز الإنساني عموماً. وفي النهاية لن يستطيع أحد الجوانب احتكار الحقيقة بمفردها وستكون مكافحة صلبة وغير حكيمة ضد الأخرى بلا جدوى ولن تؤدي إلا المزيد من القلق والخوف اللذين قد يشوشان وهواجسهما الراسخة لدي الشعوب اليوم وهو أمر مشين للغاية ويجب تجاوزه تماما واستبداله بحوار البناء واحترام الأفكار المختلفة مهما اختلفت وجهات نظرنا عنها جميعاً . إن الطريق الأمثل لتحقيق ذلك يكمن بالحفاظ علي نهج نقاش مفتوح وعقلاني بالإضافة لاستخدام الأدلة التجريبية والحجة المعتدله كأساس للحكم وليكن شعارنا دوماً "معا لبناء مستقبل افضل".