- صاحب المنشور: طارق البكري
ملخص النقاش:
---
في عصرنا الحالي، شهدت التكنولوجيا تطوراً مذهلاً غير مسبوق، حيث أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية. ولكن كيف يمكن للمسلمين موازنة استخدام هذه الآلات المتقدمة مع تعاليم دينهم؟ إن دمج التكنولوجيا والإسلام ليس تنافياً بل هو تفاعل ثري يهدف إلى تحقيق الفائدة القصوى بينما نحافظ على القيم الدينية والأخلاق الحميدة.
يجب على المسلمين النظر بعناية فيما إذا كانت التطبيقات الحديثة تتوافق مع شريعة الله أو تشكل تهديدًا لمبادئهم الأساسية. فمثلا، وسائل التواصل الاجتماعي توفر فرصة كبيرة للتواصل والعلم والمعرفة لكنها قد تؤدي أيضا إلى نشر الفتن والبُعدِ عن الصلاة وغير ذلك مما يخالف الشرع الحنيف. لذلك فإن فهم الضوابط التي وضعها علماء الدين أمر ضروري قبل الانغماس الكامل في عالم التكنولوجيا الواسع.
يمكن للإسلاميو الاستفادة من التقنية بطرق عديدة مثل التعليم الذكي الذي يعالج حاجات الطلاب المختلفة ويتيح لهم التعلم عند الساعة المناسبة لهم وبسرعة أكبر وبجودة أفضل كما حدث مثلا في مشروع مسار الالكتروني الذي يعد أحد اكبر المشاريع العربية للتعليم الإلكتروني الشامل والمباشر والذي بدأه الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي رحمه الله منذ عام ٢٠٠٢ وتستمر العمل فيه حتى الآن تحت إدارة مؤسسة الجليلي الخيرية . بالإضافة الى العديد من البرامج الأخرى المفيدة والتي تساهم بتوعية المجتمع وتعزيز القيم الأخلاق والدينية.
بالإضافة لما سبق ذكره أيضًا هناك المجالات الصحية والنفسية مثل خدمات الرعاية المنزلية للأطفال وكبار السن وكذلك برامج الدعم النفسي عبر الإنترنت والتي تعتمد أساسا على خبراء متخصيين وموثوق بهم ملتزمين بأمانة المهنة واحترامخصوصيات المستفدين منها كذلك الأمر بالنسبة لخدمات الاتصالات المرئية والمسموعة التي تمكن العائلات المسافرة جغرافيا بمشاركة فعاليه اجتماعية روحية مشتركة مما يساعد تقليل الشعور بالعزلة والفراق وصعب الغربة خاصة تلك التي تمر حاليا بسبب جائحة كورونا العالمية والحجر المنزلي إلزاميا للحماية من انتشار الفيروس الفتاك.
ومن الجدير بالذكر أيضا دور المرأة العاملة ضمن بيئة عمل رقميه آمنة تستطيع من خلاله تقديم إسهامات نوعية وفعلية داخل منظومة مجتمع مديني حديث ومتطور يحترم تعاليم شرعه الاسلامي ولا يناقض أغراض الحياة الدنيا بإرضاء رب العالمين عز وجل وفي الوقت نفسه يستغل كل الفرص العلم الحديث لتحقيق اهداف نبيلة تصب لصالح سعادت البشر جمعا وخلق مستقبل افضل لأجياله القادمة.
وفي النهاية، عندما نستخدم تكنولوجيتنا بحكمة واتزان مع مراعاة حدود ديننا سنتمكن حينذاك ان نخلق توازن يشجع الانتاج وتحسين جوده الحياه ويضمن سلامه العقيده والثبات عليها مهما غدوت الظروف المعيشية قاسية وظروف العالم الخارجي مؤثرات سلبيه مضاعفة اكثر فأكثر يوماً بعد يوم ولله الحمد والمنة علينا وعلى عباده المؤمنين انه نعم الوكيل والولي ونعم المدبر لعباده المؤمنين الموحدين له جل وعلا.