- صاحب المنشور: عبد الله المزابي
ملخص النقاش:تتسم العلاقات التركية الإسرائيلية بتذبذب تاريخي مستمر منذ تأسيس دولة إسرائيل عام 1948. وقد مرّتا بثلاث مراحل رئيسية: مرحلة الت COOPERATION المبكرة، والتي شهدت تعاوناً اقتصادياً وأمنياً وثيقاً؛ مرحلة الانقطاع والتوتر المتزايد بعد الحرب الصدرية الثانية عام 2008، بما في ذلك الغزو البحري على غزة ومقتل عشرة ناشطين أتراك غربيًا عام 2010؛ ثم مرحلة التحسن الجزئي والحفاظ على الحوار الدبلوماسي رغم استمرار الخلافات العميقة حول القضية الفلسطينية والأحداث الأخيرة مثل الهجمات على المسجد الأقصى.
في ظل هذه السياقات المعقدة، يعكس الخطاب الرسمي الحالي لحكومة العدالة والتنمية بزعامة الرئيس رجب طيب أردوغان موقفاً رافضاً لفكرة اعتراف الدولة اليهودية بممارساتها العنصرية ضد الفلسطينيين ومستمرة احتلالاتها المستدامة للأراضي العربية. ومع ذلك، فإن وجود مصالح مشتركة واقتصاد مترابط يجعل من الصعب كسر الروابط تماما.
إضافة إلى ذلك، تشكل قضية القدس أيضًا مصدر توتر آخر حيث تطالب كلٌّا من تركيا واسرائيل بحقوق سيادية عليها بسبب ارتباطهما الثقافي والديني بها وقد أدى تصاعد الجماعات الاستيطانية المحافظة داخل إسرائيل لزيادة الضغط السياسي أكثر فأكثر مما زاد التعقيد للموقف التركي تجاه العلاقات الثنائية.
وفي النهاية يمكن القول بأن طبيعة الديناميكية الراهنة لعلاقة تل أبيب وانقرة تتطلب حلولا مبتكرة وبناء ثقة طويلة المدى عبر حوار مفتوح واستيعاب شامل لنقاط النظر المختلفة لإعادة بناء جسور التواصل وتجاوز العقبات التي شكلتها مواجهات الماضي.