في حال قررت إرسال والدتك لشراء وشحذ أضاحيك الخاصة بك لعيد الأضحى لتتفادي زحام يوم العيد الأول، ثم قام أخوك بذبح تلك الأضحية بناءً على تعليمات والدك ولم تتلقَ أنت أي إشارة واضحة بالسماح بذلك، إلا أن الأمر ليس مخالفا للشريعة الإسلامية. وفقاً للمصادر الفقهية المختلفة، بما في ذلك "الموسوعة الفقهية الكويتية"، تعتبر الأضحية التي تم ذبحها نيابة عنك صحيحة طالما أنها تمت خلال الفترة المناسبة للذبح.
العادات والتقاليد تقبل بالإذن الضمني ضمن العلاقات الاجتماعية، خاصة بين أفراد العائلة الواحدة. يُعتبر الموافقة الكلامية ليست الوحيدة المؤكدة للإذن، حيث يمكن اعتبار الإقرار الاجتماعي والفعل المتوقع دليلان أيضاً. فالنية الأصلية كانت إبقاء الأضحية لك حتى يتم تنفيذ عملية الذبح بنفسك، ولكن بما أن هناك عرف عام يفسر بإمكانية الوكالة في مثل هذه الأمور، فقد سمحت ظروفك بذلك.
بالإضافة إلى ذلك، يؤكد العديد من فقهاء المذاهب الأربعة -الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة- على صلاحية الأضحية عندما يقوم شخص آخر بذبحها نيابة عن الآخر دون طلب واضح منه، بشرط توافر عدة عوامل مثل كون الشخص الذي قام بالذبح مسلماً وموثوقاً.
وفي نهاية المطاف، بما أن واقع الأمر هو عمل عبدٌ لإثبات النية الأصلية وأقيم واجباً دينياً بطريقة مناسبة، فلن تحتاج للأمر بمزيد من التعويضات المالية أو المعنوية تجاه الأخ أو الوالدين بسبب هذا العمل. ستكون هذه الأضحية صلوحة وتمثل أداء فريضة عيد الأضحى بإخلاصٍ ووفقا لما يرغب فيه الدين الإسلامي الحنيف.
