- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
تتسامى العقيدة الإسلامية بفكرة الوحدة المتناغمة التي تربط البشر والعالم الطبيعي. وقد كشف القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة على أهمية حماية البيئة والحفاظ عليها كمقدمة ضرورية للاستدامة وخلق مجتمع متكافئ للمستقبل. إن فهم المعنى الشرعي لـ"بيت الله" يشجع المسلمين على احترام الأرض باعتبارها ملكاً لله، حيث يؤكد القرآن: "وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ " [الذاريات:3]، مما يعني أن كل شيء داخل الكون يحمل دلالات عميقة للبشر المؤمنين.
إن الشعور بالمسؤولية تجاه البقاء والاستدامة ليس مجرد توصية إسلامية ولكنه أيضا واجب أخلاقي وجزء من تعليمات الدين الإسلامي. ويشدد الحديث النبوي الذي رواه أبو هريرة -رضي الله عنه-: "كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه". حتى وإن لم يُذكر صراحة كلمة 'البيئة' بهذا السياق, فإن هذا الحديث يعكس رؤية شاملة لحرمة جميع الخلائق والبقاء ضمن حالة تكامل طبيعي.
ومن منظور إسلامي آخر، يعتبر العدل والتوازن أساسا لاستقرار المجتمع والأخلاق العامة. وهذا يتعلق ارتباط وثيق بحماية وصيانة موارد العالم واحترام عجائب خلقه سبحانه وتعالى. يقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم وابن ماجه وغيرهما: «اعملوا فكل ميسر لما خلق له». هنا نرى دعوة واضحة لأن تعمل الأجيال القادمة لتحسين ظروفهم الخاصة مع احترام حقوق الجيل الحالي واستخدام الثروات بطريقة مستدامة.
علاوة على ذلك، تحتضن التعاليم الدينية الإسلامية لفلسفة الزهد أو التقشّف والتي تهدف إلى تحفيز الأفراد لتجنب الإسراف والمفرط في الإنفاق، وبالتالي تقليل الضرر المحتمل للعالم الطبيعي. يعد كتاب الله دليلًا واضحًا حول هذه الفكرة حيث جاء ذكر الأمر بعدم الإضرار بمخلوقات الله عبر قوله تعالى:
وفي نهاية المطاف، تشدد الثقافة الإسلامية على الجانبين الأساسيين اللذان هما تحقيق الاستعمال الأمثل للأراضي وتطور الإنسان بشكل مشترك ومترابط بصورة عضوية ومتكاملة وذلك لأجل مستقبل أفضل لكل الأعمار المقبلة باتباع نهج حياة ملؤه الرحمة والخير المشترك بما يفيد الجميع بلا استثناء.