- صاحب المنشور: سند الزياني
ملخص النقاش:
أدى تطور الذكاء الاصطناعي (AI) إلى تحولات جذرية في العديد من القطاعات الاقتصادية، مما خلق فرصاً جديدة ولكن أيضاً أدى إلى مخاوف حول المستقبل الوظيفي. هذا التحليل سوف يستعرض تأثيرات الذكاء الاصطناعي على سوق العمل، ويستكشف كيفية استعداد الأفراد والشركات للاندماج الناجح مع هذه التقنية المتغيرة باستمرار.
الأثر المحتمل على الوظائف:
يقدر بعض الخبراء أن ذكاء اصطناعي قد يؤدي إلى فقدان ملايين الوظائف البشرية بحلول عام 2030 بسبب الاستبدال الآلي الوشيك لوظائف متكررة تتميز بالتعامل مع البيانات أو العمليات الروتينية الأخرى التي يمكن برمجتها وتنفيذها بواسطة خوارزميات الذكاء الاصطناعي. ومن الأمثلة الواضحة لذلك الصناعة المصرفية حيث بدأ البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بتطبيق نظام رقمي يسمى "زيرو" يقوم بإتمام المعاملات المالية بدون تدخل بشري تقريبًا. بالإضافة إلى ذلك ، تشير دراسة حديثة أجرتها شركة McKinsey & Company إلى أنه يوجد حوالي 90 مليون وظيفة سوف يتم تحويلها نحو استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. لكن هذا الرقم ليس كافياً لإغفال وجه آخر لهذه القصة: فالذكاء الاصطناعي يخلق أيضا فرص عمل جديدة تماماً لم تكن موجودة سابقاً وذلك بسبب الدور الرئيسي الذي يلعبونه في تطوير البرمجيات والحفاظ عليها وصيانة الشبكات ومراكز البيانات وغيرها الكثير من الأنشطة المرتبطة بمجالات الهندسة والتكنولوجيا الحديثة. فعلى سبيل المثال، أصبح الطلب المتزايد علي المهارات المتعلقة بالتعلّم العميق وإنشاء نماذج التعلم المتعمق أحد أهم المجالات التي شهدت زيادة ملحوظة في فرص الشغل خلال السنوات الأخيرة وفقًا لتقرير صادر عن موقع LinkedIn للتواصل الاجتماعي. وبالتالي فإن تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل يتوقف أساسا علي قدرة المجتمع وأفراده وشركاته على التأقلم والاستجابة للتغيير وتحول مجالات الأعمال المختلفة.
التحضير للمستقبل: إعادة التدريب وإعادة توظيف المواهب:
لتكون مستعداً لهذا الواقع الجديد، يتعين علينا التركيز على التعليم المستمر والتدريب مهارات القرن الحادي والعشرين الأساسية مثل حل المشكلات الإبداعي والإصلاح الحسابي والفهم النقدي وبناء العلاقات الإنسانية والتي ستظل ضرورية بغض النظر عن مقدار تقدم تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي. وفي نفس الوقت ، ينبغي لأصحاب العمل تقديم فرص تعليمية مكثفة لعمالتهم حتى يصبحوا قادرين أكثر فأكثر على مواجهة تحديات بيئات العمل الجديدة المنشأ عنها نتيجة إنعكاسات انتشار تلك التقنيات المتقدمة ذات القدرة الكبيرة علي تبسيط عمليات التشغيل داخل مؤسساتهم وعلى نطاق عالمي كذلك. كما أنه من المهم للغاية دعم خدمات الرعاية الصحية الاجتماعية والدعم النفسي والمعنوي للأفراد الذين يجدون صعوبات في الانتقال بسلاسة بين الأدوار الوظيفية القديمة والأخرى الأكثر حداثة مرتبطة بكفاءات الذكاء الاصطناعي الحالي والمحتملة قادمًا . تعتبر هذه الخطوة هامة بشكل خاص وذلك بحسب تقديرات بأن نسبة تتجاوز 47٪ ممن لديهم مؤهلات أكاديميه ابتدائيه حتى جامعية لن تكون قادره على ايجاد فرصه عمل مناسبة لهم بعد عشر سنوات نظرًا لتغير طبيعة العمل الكبير جدا والذي يأتي جنبا إلي جنب مع ظهور الذكاء الاصطناعي بصورة رئيسيه.
وفي النهاية، بينما يعد الذكاء الاصطناعي قوة تغير جذري، فهو ايضا مصدر فرصة كبيرة للإنسانية جمعاء إذا تم توجيه واستخدام