• صاحب المنشور: كشاف الأخبار
  
  ملخص النقاش:
  مع تطور العالم باستمرار نحو الرقمنة والاعتماد المتزايد على التقنية، أصبح واضحًا كيف يمكن للتكنولوجيا لعب دور حيوي في مواجهة مختلف أنواع الكوارث والصعوبات. وفي هذا السياق، نركز حديثنا اليوم حول كيفية تأثير التكنولوجيا بشكل خاص على قطاع التعليم خلال الأزمات الصحيّة العالميّة مثل جائحة كوفيد-19.

يُعدُّ التعليم العمود الفقري لأي مجتمع يرغب بالتطوّر والتقدم؛ فهو يؤثر مباشرة على الفكر الإنساني وصنع القرار المستقبلي للأجيال القادمة. ويظهر لنا التاريخ الحديث أنه حتى عند حدوث حالات طارئة تهدد الصحة العامة عالميًا -كما حدث مع الوباء الأخير الذي عانى منه المجتمع البشري- فإن نظام التعليم يواجه تحديات كبيرة قد تتسبب بانقطاع العملية التعلمية أو تأجيلها لفترات طويلة مما ينتج عنه آثار بعيدة المدى.

إلا أن تلك الظروف الحالية لم تكن لتستمر لفترة مطولة لو لم يكن لدينا الأدوات الإلكترونية الحديثة التي سهلت الانتقال إلى نماذج تعليم افتراضية أثبتت قدرتها على تقديم خدمة متكاملة تشمل كل عناصر النظام التقليدي للمدارس والمعاهد الجامعية تقريبًا. ومن الأمثلة الواضحة لذلك استخدام المنصات عبر الإنترنت الداعمة للفصول الدراسية المرئية والتي تسمح بإجراء محادثات وجلسات تدريس ومناقشة بين المعلمين والطلاب باستخدام مؤشرات حيوية متطورة توفر بيئة تشبه الواقع المشترك ولو بدرجة أقل قليلًا مقارنة بالمشاركة الحضورية داخل الصفوف المدرسية الاعتيادية.

بالإضافة لما سبق ذكره، فقد استفادت العديد من المدارس والمؤسسات الأكاديمية أيضًا من العصر المعلوماتي الحالي واستغلته لصالحها بتوفير كم هائل من المحتويات التعليمية الرقمية المجانية المفتوحة المصدر بالإضافة إلى توافر مكتبات ضخمة للعروض الشرائحية والفيديوهات والشروحات المصورة وغيرها الكثير مما يساهم بنقل عملية الطرح العلمي والفني والإبداعي خارج حدود الجدران الضيقة للبناء التقليدي لمنظومة التربية والتعليم المعتادة. وبالتالي فتح آفاق جديدة أمام جميع شرائح المجتمع المختلفة بغض النظر عن مستواهم الثقافي أو الاجتماعي أو الاقتصادي ليصل الجميع بفئات عمرية مختلفة بمختلف اهتماماتها وقدراتها الذهنية للاستمتاع بالحصول على تعلم ذاتي وفق وتيرتهم الخاصة وبالسرعة المناسبة لهم بدون الشعور بأعباء نتيجة تراكم العمل المكتبي المحمّل بالأعمال الروتينية الملزمة لكل طالب وطالبة ضمن دفعات دراسية متنوعة الأحجام والأعمار والاحتياجات الخاصّة.

وفي النهاية يستحق ذكر أهميتين أساسيتين نشأتا بسبب هذه الثورة المعرفيّة الأخيرة هما القدرة على تطوير مهارات التواصل الشبكي والثقة المتبادلة المتزايدة بين الأفراد سواء فيما يخص نشر أفكارهم الشخصية أو تبادل الخبرات والمعارف الجديدة والحلول المبتكرة لحالات مشابهة تعرض لها الآخرین ممن لديهم خبرة أكبر وأعمق وفهم أفضل وتجارب طويلة مدروسة تم جمع نتائج بحوثها وتحسين إنتاجيتها بعد عمل جماعي مشترك مكثف ومتواصل منذ بداية انتشار المرض الخطير وانتشاره المحتمَل خلال الفترات الأولى لهذا الحدث غير المسبوق تاريخياً. وهذا التأثير الإيجابي المشترك سيضمن بلا شك دفع عجلة تقدم البشرية سويا باتجاه حاضر أفضل ومستقبل زاهر أكثر ازدهارا وإنتاجا وجودا فنيا وثقافيا وعلميا يشهد له الدهر ويعجب به الناس كافة حول العالم العربي والعالم الغربي وكل بقاع الأرض الأخرى أيضا نظرا لأننا نعيش عصر الوحدة والكوكب الواحد المبني علي أساس الاحترام المتبادل للجميع دون أي شكل من أشكال التحيز ضد جنس أو لون بشرة معين وإنما بناء حضارة قائمه أساسها العلم والديمقراطيه والقوانين الوضعيه المنصفه للجميع Equally!