• صاحب المنشور: سهام الطرابلسي
  
  ملخص النقاش:
  

  في العصر الحديث، باتت التكنولوجيا محركاً رئيسياً لتطور الدول ومجتمعاتها. وقد شهدنا مؤخراً تحولاً كبيراً نحو الحكومات الإلكترونية أو ما يعرف بالحوكمة الرقمية. هذه التحولات ليست مجرد تطبيقات وخدمات رقمية جديدة تقدمها الحكومة للمواطنين فحسب، وإنما هي نظام شامل يهدف إلى تحسين الكفاءة التشغيلية، زيادة الشفافية، تعزيز مشاركة المواطن في صنع القرار، وتوفير الخدمات العامة بكفاءة أكبر. ولكن هذا الانتقال ليس بدون تحديات.

التحديات

أبرز تلك التحديات هو نقص البنية الأساسية اللازمة لدعم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICT). حيث تفتقر العديد من البلدان العربية لشبكات واسعة النطاق عالية الجودة والتي تعتبر أساساً لإطلاق خدمات حكومية فعالة رقميًا. بالإضافة لذلك، هناك حاجة ماسة لبناء قدرات موظفين الحكومة الذين سوف يعملون ضمن البيئة الرقمية الجديدة وتعريفهم بأفضل الممارسات العالمية المتعلقة بالتكنولوجيا الحديثة والحفاظ على الخصوصية والأمان السيبراني.

كما يشكل القلق بشأن الأمن السيبراني مصدر قلق كبير بالنسبة للدول التي تتطلع إلى اعتماد النظام الرقمي. إن التعرض للاختراقات والتسلل يمكن أن يؤدي إلى خسائر هائلة من الناحية المالية والعلاقات الدولية والثقة بين الشعب والحكومة. ولذلك فإن وضع استراتيجيات فعالة لمكافحة الهجمات الإلكترونية واتخاذ التدابير الوقائية المناسبة أمر ضروري قبل وبعد الاستثمار الكبير في مشاريع الحوكمة الرقمية.

الفرص

ورغم كل هذه العقبات، إلا أنه يوجد فرص كبيرة أيضا أمام الدول العربية للاستفادة القصوى من الحلول التقنية الحديثة لتحقيق الأهداف الوطنية المتعددة. يتيح استخدام البيانات الضخمة وتحليلاتها للحكومات معرفة احتياجات مواطنيها بطريقة أفضل وأكثر دقة مما يساعد على تقديم السياسات والبرامج الأكثر فاعلية وبالتالي يحسن مستوى المعيشة ويعزز نمو الاقتصاد.

بالإضافة لذلك، يمكن للتكنولوجيات الرائدة مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية تمكين الحكومة المحلية من الوصول إلى معلومات دقيقة وسريعة حول الأمور المختلفة كالرعاية الصحية والتعليم والنقل وغيرها. وهذا بدوره يساهم بتسهيل الحياة اليومية للمواطن ويحفزه للانخراط بشكل أكثر نشاطا فيما يخص شؤونه الخاصة وشؤون مجتمعه عموما