1-النفس ليس لها حد في طلب اللذة؛ ولذلك هي بحاجة لعقل يقنن عملها ويضبطه ويوجهه.لكن العقل قد يضعف بسبب قوة النفس وسطوتها. فبدلا من ان يقودها تقوده، ويصبح خادما لها؛ عندها يحتاج الانسان الى شيء خارج ذاته يُبصر العقل بالحجج والبراهين لإقناع النفس بالمائلات والعواقب الدنيوية والأخروية
2- فالإنسان عاجز عن فصل تأثير نفسه في عقله ما لم يحكم دينا متعاليا اطمئن قلبه له؛ لثباته وقوة حجته ووضوح برهانه وبيانه، ولن يجد ذلك إلا في الوحي الإلهي قال تعالى: (وكل شيء فصلناه تفصيلا)
3- بعض النفوس قد تكره الدين الإلهي؛ لأنه يوقظ العقل ويقويه فيمنعها من الشره الذي هو طبعها. فالدين مشكلة لبعض النفوس لانه خارجا عنها ومتعاليا عليها فلا تستطيع اخضاعه لسلطانها الا بحجب العقل تماما عنه أو إضعافه أو مخادعته
4- يتلقى العقل الأوامر من النفس أو الدين المتعالي. فإن كان العقل خاضعا للنفس فقط، هلك الانسان. وان حَكم الدين الإلهي في مآكله ومشاربه ونكاحه، وسمعه، وبصره، وكلامه؛ ساعد عقله على مغالبة شهوات نفسه وحافظ على صحته الجسدية والنفسية
5- والنفس قادرة على خداع العقل بقبول الدين حاكما بينهما لكنه قبول متحايل؛ تبتغي منها تبديل المعاني الدينية وحرفها عن مقاصدها الى معاني تخدم أغراضها وأهوائها؛ فتأخذ من الدين ما وافقها وترفض ما خالفها.
