تعاني العديد من الأشخاص من شعور غريب يشبه النغزة الصغيرة في منطقة الصدر أو القلب بشكل دوري، مما يثير القلق والحيرة لدى البعض. هذه الظاهرة معروفة باسم "نبضات القلب غير المنتظمة" أو "القلب المفاجئ". قد تحدث بسبب مجموعة متنوعة من العوامل، بعضها طبيعي وبعضها الآخر يحتاج إلى اهتمام طبي متخصص للتأكد من عدم وجود مشكلة صحية كامنة. سنستعرض هنا الأسباب الرئيسية لهذه النغزات وكيف يمكن التعامل معها.
أولاً، قد يعود الشعور بنبضات قلب غير منتظمة إلى ما يعرف بـ "الإيقاعات القلبية المؤقتة"، وهي حالات مؤقتة ولا تشكل خطراً حقيقياً على الصحة. يحدث هذا عندما يتم تنشيط جزء صغير من عضلة القلب بشكل مستقل عن إشارات التحكم الطبيعية الصادرة من العقدة الجيبية الأذينية (الذي يعتبر عادةً مصدر ضربات القلب). يمكن لهذه الإيقاعات المؤقتة أن تكون أكثر تكراراً عند ممارسة الرياضة أو الشعور بالتوتر أو حتى أثناء الاسترخاء قبل النوم.
ثانياً، هناك عوامل أخرى مثل نقص الفيتامينات والمعادن الأساسية كالمغنيسيوم والبوتاسيوم التي تلعب دوراً هاماً في تنظيم وظائف الأعصاب والعضلات بما فيها تلك المتعلقة بالقلب. بالإضافة إلى ذلك، فإن اختلال توازن الهيدروجينيات والدهون الثلاثية في الدم قد يساهم أيضاً في ظهور نبضات القلب الغير المنتظمة.
بالإضافة لذلك، يلعب النظام الغذائي ونظام الحياة العامة دوراً رئيسياً كذلك. تناول كميات كبيرة من الكافيين والكحول والأطعمة الغنية بالتوابل الحارة قد يؤثر سلبا على انتظام نبضات القلب ويسبب زيادة في سرعة ضرباته وبالتالي الشعور بنبضات مفاجئة وغير متوقعة. كما يمكن أن يؤدي الضغط النفسي والجسدي والإرهاق البدني إلى تفاقمه.
في بعض الحالات، خاصة بالنسبة للأفراد الذين لديهم تاريخ عائلي لأمراض قلبيهية، قد ترتبط نبضات القلب الغير المنتظمة بمزيد من المشاكل الصحية الخطيرة كالاضطرابات الكهربائية للقلب أو أمراض الشرايين التاجية. ولذلك، فإنه ينصح باستشارة الطبيب المختص لإجراء الفحوص اللازمة وتحديد السبب الدقيق للحالة واتخاذ الإجراء المناسب سواء كان علاجاً طبيعياً عبر تعديل نمط الحياة والنظام الغذائي أو تدخلاً طبياً أكثر تخصصاً وفق الحالة الصحية لكل فرد.
من المهم التنويه أنه رغم كون معظم حالات نبضات القلب الغير المنتظمة حميدة ومؤقتة، إلا أنها تستدعي الرعاية الطبية إذا كانت مصاحبة بأعراض أخرى مثل ضيق النفس والدوار والشعور بالغثيان والتعب المستمر وفقدان الوعي الجزئي وغيرها. وفي جميع الأحوال، يُفضل دائماً استشارة محترفين صحيين للحصول على التشخيص الصحيح والخطة العلاجية الأنسب لحالتك الشخصية. حفظ الله الجميع وعافيتهم!
