- صاحب المنشور: وديع المراكشي
ملخص النقاش:
في مجتمعاتنا المعاصرة، يبرز نقاش حاد حول العلاقة بين الدين والعلوم. غالباً ما يُنظر إلى هذين المجالان على أنهما متضادان، لكن الواقع يشير إلى أن هذا الفهم قد يكون أحادي الجانب. يمكن اعتبار هذه القضية كدراسة توضيحية لكيفية اندماج الثقافة والأفكار الدينية مع الحكمة الإنسانية التي تنتجها الأبحاث العلمية.
من منظور تاريخي، شهدت البشرية فترات ازدهار علمي كبيرة خلال حقبة الإسلام الذهبي عندما تشابكت الدراسات الإسلامية مع التحقيقات التجريبية والتجريبية. علماء مسلمون بارزون مثل ابن الهيثم وابن سينا قدموا مساهمات رائدة في مجالات الرياضيات والفلك وعلم الأحياء والكيمياء. وقد استخدم هؤلاء المفكرون العميقون أدوات المنطق والعقلانية للوصول إلى فهم أفضل للعالم الطبيعي بينما ظلوا ملتزمين باعتقادهم الروحي والإسلامي الراسخ.
إلا أن الوضع تغير اليوم حيث أصبح هناك نوعًا من الصراع المتصور بين الدين والعلوم. يرجع بعض المحللين جذور هذه المشكلة إلى سوء الفهم أو عدم وجود فهْم دقيق لمبادئ كل مجال. يدافع البعض عن فصل العقيدة الدينية والحقيقة العلمية بطريقة تؤدي إلى التقليل من قدر البحث العلمي وإنجازاته داخل المجتمع المسلم. وهذا موقف غير صحيح وغير متوافق مع التعاليم الإسلامية نفسها والتي تدعو باستمرار إلى تعلم المزيد والاستكشاف.
إن القرآن الكريم يحث المسلمين على النظر والتأمل فيما خلق الله: {
وفي الوقت نفسه، يكمن الحل في تعزيز الوعي بمكانة العلم وشرح كيفية انسجامه الوثيق مع التعليمات الدينية الأساسية للإنسانية جمعاء وليس للمسلمين فقط. إن وضع خطط دراسية شاملة تضمنت مواضيع مختلفة منها التاريخ والثقافة والشريعة جنبا إلى جنب مع علوم الفيزياء والكيمياء وغير ذلك سيدعم عملية التكامل المعرفي ويظهر كيف يمكن للأفكار والمعارف المختلفة العمل جنبًا إلى جنب لصالح الجميع وبناء نهضة جديدة لمستقبل أفضل تحت مظلة واحدة تجمع بين الإبداع البشري والرؤية الربانية الخالدة.