لا أخفي حزني بهذه المأساة التي جسدتها حياة سارة حجازي ، الإنتحار نهاية مأساوية من خلالها يؤكد المجتمع قهره وسلطته، لا ينفصل إنتحار سارة عن أفكارها حول المجتمع وقيمه وتقاليده، من سيرة حياتها التي لا أعلم عنها كثيرا، أتلمس مقدارا من الصدق والثورية الشفافة وهنا تكمن المأساة برمتها
لم تكن هذه الفتاة منافقة مدعية بل كانت صادقة و جادة في توجهها وفي إعلانها لمعتقدها ولميولها الجنسية، أتخيلها بإبتسامتها الجميلة وقد إستغرقت وسعها في ثقافة المجتمع المدني الليبرالية وفي ورش العمل حول حقوق المثليين وحرية العقيدة.
أراها تسهر الليالي تقرأ مقالات حول النسوية وعن وضع الحريات الدينية لا يستطيع عقلي تخيل كتب معينة في مكتبتها عن التحليل التاريخي و المادي ،كتبا تتناول موضوعيا وتاريخيا الثقافة الإسلامية والثقافات المحلية خارج تنميطات النسوية الثقافية الساذجة وتمظهرها الضحل كبرامج عمل تثقيف و ورش.
سارة صادقة لكنها إختارت طريقا يؤدي في مداه الأقصى إلى الإنتحار في حال كان الإنسان صادقا وحساسا وشفافا كصورة هذه الفتاة. هذا ليس حكما حتميا ولكنها نهاية ذات صلة بالموقف الإجتماعي وآثاره النفسية.
المجتمع له صفتان أساسيتان، صفة (القهر) وصفة أنه (خارج إرادتنا). القهر خاصية يمارسها المجتمع بأساليب ناعمة مثل السخرية و الإستبعاد والرفض والإستنكار او أساليب عنيفة مثل العقاب والتنمر والوحشية.