- صاحب المنشور: منتصر بن موسى
ملخص النقاش:
مع تزايد اعتماد الذكاء الاصطناعي (AI) بسرعة في مختلف القطاعات والمجالات العملية، يصبح من الواضح التأثير المحتمل لهذا التطور التكنولوجي الثوري على سوق العمل. تتوقع العديد من الدراسات العالمية أن يشهد العقد المقبل تحديات هائلة وأفكار ثورية حول طبيعة الوظائف ومستقبل المهارات البشرية اللازمة للنجاح في اقتصاد رقمي متغير باستمرار.
في هذا السياق، يمكن تصنيف تأثيرات الذكاء الاصطناعي على سوق العمل إلى ثلاث فئات رئيسية: تحويل الأعباء الروتينية، تطوير وظائف جديدة، وإعادة بناء رواد الأعمال والمهنيين.
أولاً، يتيح الذكاء الاصطناعي الآلات أداء مهام كانت تقليدياً ضمن نطاق الإنسان، مثل العمليات الحسابية المعقدة، معالجة البيانات الضخمة، وقبول طلبات خدمة العملاء الأساسية. هذه المهام تتم بأمانة وكفاءة عالية مقارنة بالبشر، مما يؤدي لتوفير كبير للموارد المالية والتوقيت بالنسبة للأعمال والشركات. ولكنها أيضاً قد تؤدي لنقص فرص عمل محددة ينتج عنها بطالة جماعية لفئة معينة من القوى العاملة إن لم يكن هناك خطة استراتيجية للتكيف والاستعداد لهذه التحولات.
ثانياً، سيؤدي استخدام التقنيات المتقدمة للدفع نحو ظهور تخصصات وعناصر مهنية فريدة غير موجودة سابقًا. ستزداد الحاجة لمهندسين برمجيات متخصصين بتطبيقات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة؛ محللين بيانات مؤهلون ببرنامج تحليل البيانات واستخراج الأفكار منها؛ مدربي تعليم آلات قادرين على توجيه الجيل الجديد من الكائنات الإلكترونية التعلمية; بالإضافة لشخصيات حكومية وثقافية تركزعلى وضع قوانين أخلاقية لاستخدامات الذكاء الصناعات المختلفة والأضرار الجانبية المرتبط بها .
وأخيراً وليس أقل أهمية، سينعكس دور رائد الأعمال والمتخصصين ذو خلفية معرفية واسعة بشكل ملحوظ طوال السنوات القادمة وسط المنافسة الشرسة بين الشركات التي تعتمد سياساتها كليا أو جزئيا علي تكنولوجيا الدعم الذكي . سوف يستطيع المقاولون المحترفون تميز مواقع نقاط قوة وهشاشة منافسهم باستخدام تقنيات الرصد الحديثة ومن ثم التركيز جهدهم لتصميم خدمات أفضل تناسب احتياجات السوق الحالي مستخدمين بذلك حلولا مبتكرة تكشف مجالات نقص الخبرة لديهم ويوسع حدود تحقيق ربح أعلى بكثير عما كان ممكن سابقا عند عدم وجود تلك الأدوات المساعدة الجديدة . كما أنه يتطلب أيضا تغيير ثقافة التدريب والتعليم للمواهب الفردية حيث يتم نقل تركيز التعليم الرسمي من حفظ المعلومات الي تعلم كيفية البحث والإبداع والتفكير النقدي وايجاد الحلول العلمية المنطقية لكل المشكلات المطروحة أمامهم أثناء حياتهم اليومية العملية .
إن إدراك وفهم جوانب كل مرحلة مفصل للاستعداد والاستثمار الأمثل فيما يعود بالنفع المجتمعی وخلق الفرصة لمن يريد البدء ببناء مسار نجاح خاص به داخل مجال جديد تماما وقد يفاجئ الجميع بمقدرته الخاصة'