- صاحب المنشور: عياض بن محمد
ملخص النقاش:
في أعماق تاريخ الإنسانية الطويل، ازدهرت الحضارات القديمة بإنجازات علمية هائلة وتأملات فلسفية عميقة. ولكن مع مرور الوقت وصعود الأديان الكبرى، أصبح هناك تساؤل دائم حول العلاقة بين العلم والدين - هل هما وجهان لعملة واحدة أم عدوين متقاتلان؟ هذا التساؤل يتردد صداه حتى يومنا هذا حيث تزداد شعبية كلا المجالين ويتداخلان بشكل متزايد في حياتنا اليومية.
الدين يوفر للإنسان نظاما قيميا وأخلاقيا يساعد على توجيه أفكاره وعواطفه نحو الخير والصواب. يعطي الديانات إجابات واضحة ومباشرة لكثير من الأسئلة التي يبذل العقل البشري جهوده لفهمها. بينما توفر العلوم فهما دقيقا للعالم الطبيعي باستخدام التجربة والملاحظة والتفسير العقلي المنطقي. لكن كيف يمكن الجمع بين هذين النهجين المختلفة جذريا للوصول إلى فهم شامل للحياة والمعرفة؟
غالبا ما يُنظر إلى علاقة الدين بالعلم بصفتها قضية توافق مقابل تناقض. يدعو البعض لحوار بناء بين الجانبين بهدف تحقيق مزيد من الفهم المتبادل واحترام الاختصاصات الخاصة بكل منهم. ويستند هؤلاء على الاعتراف بأن كلتا المنظوريتين لها دور مهم في حياة البشر وأن التعايش السلمي ليس مستحيلاً بل ممكن إذا تم الأخذ بعين الإعتبار نقاط القوة لكل منهما .
من ناحية أخرى، يشعر آخرون بالتناقض الجذري وعدم القدرة على المصالحة بين الروحانية العلمانية والإلهيات التقليدية للأديان. يزعم منتقدي هذه المقاربة أنه يوجد تضارب مباشر فيما يتعلق بالإجابات المقدمة لكل سؤال يستخدم فيه أحد المسارين. مثالا على ذلك عقيدة الخلق عند العديد من الديانات اليهودية والمسيحية والإسلام والتي تتقاطع مع نظرية التطور البيولوجي حسب وجهة النظر العلمية الحديثة .
وفي الواقع، فإن أي شخص مهتم بتحديد مكان تجمع العلم والدين سيواجه الكثير مما يسمى بالمفارقات المعرفية المعاصرة المرتبطة بهذه المواضيع مثل مصداقية التأويل الكتابي مقابل الأدلة العلمية الصلبة وغيرها من الأمثلة المشابهة المطروحة طيلة القرن الماضي والعشرين وما بعده أيضا. لذلك ، تعد دراسة ديناميكية العلاقة بينهما أمرا ضروريا لتوسيع فهمنا لمختلف جوانب الحياة البشرية واستخدام موارد الثقافة والبنية الاجتماعية لصالح جميع المجتمعات المتحضرة والحفاظ عليها كذلك .
الوسوم المستخدمة هنا هي
,
