• صاحب المنشور: كشاف الأخبار
  
  ملخص النقاش:
  

  مع تزايد تعزيز الترابط العالمي الذي تشكله العولمة، تواجه المجتمعات والثقافات حول العالم تغيرات جذرية ومفاهيم جديدة لم تكن معروفة سابقًا. هذه التحولات التي تجتاح الفضاء الحضاري والأخلاقي والاقتصادي للمجتمعات التقليدية تُعيد رسم معالمها وأنشطتها الاجتماعية والدينية والمعيشية اليومية.

التأثير الاقتصادي: طفرة أو تهديد؟

تُعَدّ وسائل الإعلام الحديثة والقنوات الرقمية إحدى الأدوات الرئيسية للعولمة؛ حيث تتدفق إليها منتجات ثقافية وفكرية متنوعة بسرعة وبشكل غير مسبوق. وفي حين قد يوفر ذلك فرصة لتنويع خيارات الاستهلاك والتبادل التجاري، إلا أنه يمكن أيضًا أن يؤدي إلى انخفاض نسبة البضائع المصنوعة محليًا لصالح تلك المستوردة. هذا الجانب السلبي للانفتاح التجاري يُحدث اختلالا اقتصاديا لدى الدول الأقل تطورا، مما يعرض صناعاتها التقليدية لخطر الانقراض بسبب المنافسة القوية من المنتجين الخارجيين ذوي الكفاءة العالية والكلفة المنخفضة نسبيًا. بالإضافة لذلك، فإن اعتماد الشركات العالمية لأيدي عاملة رخيصة الثمن في البلدان النامية يخلق فوارق كبيرة بين الغني والفقير داخل نفس البلد الواحد، وهو الأمر الذي يعمل ضد تحقيق العدالة الاجتماعية ويؤثر بطريقة مباشرة وغير مباشرة علي مستويات المعيشة للسكان الأصليين.

وفي المقابل، توفر العولمة فرصًا عظيمة لتحسين مستوى الحياة بالنسبة للأفراد والمجتمعات عبر توسيع نطاق الأعمال التجارية الدولية وزيادة الإنتاج الصناعي وخلق المزيد من الوظائف عالية الجودة والتي تعتبر مكسباً هاماً لدفع عجلة التنمية الاقتصادية والسكانية نحو الأمام بوتيرة أسرع نسبياً مقارنة بالأنشطة التجارية الاقليمية الضيقة ذات الانتشار المتواضع.

الاصطدام الثقافي: قبول أم مقاومة؟

إن انتشار الأفكار والعادات الغربية -خاصة فيما يتعلق بحقوق المرأة والحريات الشخصية وشكل الملابس وما هو مسموح به قانونيًا- يشكل اختبارًا حقيقيًا لقيم وثوابت الشعوب العربية والإسلامية تحديدًا نظرًا لما تحمله دين الإسلام من ضوابط وقواعد دينية مرتبط بإرشادات خلق الإنسان وعلاقاته بأفراد مجتمعه وكذلك طبيعتها الاجتهادية في التعامل مع مختلف الظروف المحيطة بنا كبشر فوق الأرض.

ومن الجدير بالذكر هنا بأن العديد من مسلمي العالم اصبحوا أكثر عرضة للتأثرات الخارجية المختلفة سواء كانت أفلام هوليود الجديدة أو موسيقى الروك الناشئة حديثاً وذلك يرجع أساساً لحضور شبكة الإنترنت العنكبوتية واسعة النطاق والذي سهّل عملية تبادل المعلومات بمختلف أنواعها بلا استئذان مسبق ولا حاجز حدودي يقف باتجاه اتجاه سير حركة البيانات الإلكترونية المتداولة عالميا دون قيود فعلية وفق الأعراف السياسية المعلنة سابقا قبل ظهور الشبكة المعلوماتية العملاقة حاليا.

وعليه فإنه رغم عدم إنكار وجود بعض المنافع المجلبة جراء تأثير الموجة المد والجزر للعولمة الا انه ينصح اولائك الذين يحملون هم الوطن والشعب بان يأخذوا الحيطة والحذر عند مواجهة مثل هذه الهجمة المفاجئة فقد تضيع أصغر التفاصيل الخاصة بعادتهم وسلوكهم الاجتماعي ادا تركوها تمضي بدون رقابة واحكام مناسبة لفترة طويلة نسبيا خلال سنوات بسيطة قادمة نظراً لتسارع زخم تطور العلم الحديث وكذا ثورة الاتصالات المتزامنه معه الآن وبعد ظهر القرن الحالي وقد لاحظه الجميع ممن عاش فترة التسعينيات وقارن ايضاً السنوات الأخيرة التالية لنشوء عصر العولمة الجديد منذ بداية العام الجديد ألفان وعشرة ميلادي جديد بالأمس القريب نوعا ما .