- صاحب المنشور: نور اليقين الزياتي
ملخص النقاش:
التكنولوجيا الحديثة تلعب دوراً محورياً في عالم اليوم المتغير باستمرار. إن فجوة التفاوت الرقمي - التي تشير إلى عدم المساواة الحادة في الوصول إلى تكنولوجيا المعلومات والتكنولوجيات المرتبطة بها - أصبحت ظاهرة عالمية لها آثار جذرية على المجتمعات المختلفة حول العالم. هذه الفجوة ليست مجرد قضية تقنية أو اقتصادية بل هي أيضا مسألة اجتماعية ذات بعد متعدد الأوجه تتطلب اهتماما عاجلا ومستداما.
تتفرع آثار الفجوة الرقمية إلى عدة مجالات رئيسية تؤثر على مستويات مختلفة من حياة الأفراد والمجتمعات. يمكن اعتبار واحدة من أهم التأثيرات تلك الخاصة بالفرصة الاقتصادية حيث يجد الأشخاص الذين يفتقرون إلى مهارات الكمبيوتر أو الإنترنت صعوبات كبيرة للحصول على عمل حديث يتماشى مع السوق الحالي. وفقًا لبيانات منظمة العمل الدولية، فإن حوالي 24% من البالغين globally ليس لديهم معرفة رقمية الأساسية مما يعرضهم لمخاطر ضعف الدخل وعدم الاستقرار الوظيفي مقارنة بأولئك الذين يتمتعون بهذه المهارات. وهذا يؤدي مباشرة إلى توسيع الهوة بين الطبقات الغنية والفقيرة داخل المجتمع الواحد ويقلل الفرص المتاحة للأفراد المحرومين لتطوير حياتهم المهنية بناءً على قدراتهم حقيقية وليس محدوديتها التقنية.
بالإضافة إلى ذلك، تعمل وسائل الإعلام الجديدة كوسيلة لنشر المعرفة وتبادلها ولكنها غالبًا ما تفشل في سد الفجوات القائمة بسبب حدود اللغة أو القدرة المالية. هذا يعني أن عدد كبير من السكان، خاصة في البلدان النامية، محرومون من فرص التعلم الذاتي والاستفادة من العلوم الحديثة والثورات العلمية المستمرة لأن الوسائل التعليمية عبر الإنترنت غير متاحة لهم بالشكل الكافي. وبالتالي، تزداد فرصة استبعاد هؤلاء الأفراد بشكل أكبر عن النظام العالمي الذي أصبح يعتمد بشكل متزايد على التواصل عبر الشبكات الإلكترونية والمعارف المكتسبة خارج نطاق الصفوف الدراسية التقليدية.
وأخيرا، تمتد تأثيرات الفجوة الرقمية لتصل لحياة الأفراد الشخصية والعلاقات الإنسانية الأساسية. فقدان الاتصال بالأصدقاء والعائلة عبر الانترنت، وهو أمر شائع هذه الأيام، يمكن أن يخلق شعورا بالعزلة لدى بعض أفراد المجتمع تجاه الآخرين ممن هم أكثر دراية بمختلف التقنيات. وقد يشعر البعض بأنهم أقل قيمة أو أقل قدرة عندما يتعلق الأمر بإنجاز الأعمال الروتينية اليومية مثل التحويل البنكي أو التسوق الالكتروني مما يؤدي لانخفاض ثقة نحو الذات فيما يعرف "بمرض العصر الرقمي".
لتجاوز هذا الوضع المتعلق بفجوات رقميّة عميقة الجذور، ينبغي وضع سياسات مستقبلية تراعي حاجات جميع أبناء الوطن وتعالج الاختلالات الموجودة حاليا والتي أدّت لهذا الشرخ الكبير وما صاحبتهُ من نتائج اجتماعية واقتصادية مدمرة لكثيرٍ منهم. يجب البدء بتوفير خدمات انترنت عالية السرعة وأجهزة كمبيوتر رخيصة الثمن للمناطق الفقيرة والسكان ذوي الدخل المنخفض داخل البلد نفسه وخارجه أيضاً وذلك بغض النظر عن موقعهم الجغرافي وعلى وجه العموم اتخاذ خطوات جريئة باتجاه تحقيق العدالة الاجتماعية وتعزيز المساواة بين الجميع بغض النظر عن مستوى تعليمهم وثرائهم وان كانوا يستخدمون احدث الادوات الرقميه ام لا. وفي النهاية يأتي دور الحكومة وهيئات القطاع الخاص بالتكاتف جنبا الى