- صاحب المنشور: بهاء العماري
ملخص النقاش:
تتناول هذه الدراسة العلاقة بين تعاليم الدين الإسلامي والمساهمات العلمية التي أسهم بها علماء المسلمين عبر التاريخ. يُعتبر الإسلام دينًا شاملاً يعزز البحث والعلم، حيث تشجع نصوص القرآن والسنة على الفضول المعرفي والاستكشاف العقلي. وقد أثمرت هذه التشجيعات على تطور علمي ملحوظ خلال العصر الذهبي للإسلام.
في القرنين الثامن والتاسع الميلادي، استوعب المسلمون المعارف القديمة من اليونان والفارس والهنود واستوفوها بتطويرات فريدة خاصة بهم. إذ قاموا بترجمة الأعمال الكلاسيكية إلى اللغة العربية، مما مهد الطريق لنشوء مدرسة فكرية متميزة اجتمع حولها العديد من العلماء والمفكرين البارزين مثل ابن سينا وابن الهيثم والخوارزمي وغيرهم الكثير ممن ترك علامة فارقة في مجالات الرياضيات والطب والفلك وعلم الأحياء والكيمياء.
تميز عصر النهضة الإسلامية بنموذج منهجي مبتكر يجمع بين المنطق التجريبي والحجة الدينية؛ فقد اعتبر بعض علمائنا الأوائل استخدام الرصد الموضوعي أحد الطرق الأساسية للتأكُّد من صحَّة النظرية مقابل الإقرار بالأدلة الداعمة منها أو نفيها عنها. وهذا يشمل دراسات موسعة أجرتْها فرق بحثية ضخمة تحت اشراف الدولة لجمع بيانات دقيقة وموثوقة تؤكد حقائق علمية معينة. ومن الأمثلة المبكرة لذلك مشروع الخلافة العباسية لتحديد طول محيط الأرض الذي أعطي له الأولوية القصوى كمشروع دولة هام بسبب أهميته العملية والنظرية للعالم آنذاك.
بالإضافة لهذا الدافع الداخلي للتعلم والتفكر وفهم خلق رب العالمين كما جاء في كتاب الله العزيز (
أخيرا وليس آخرا، فإن ارتباط الإسلام بالعلم ليس مجرد فترة زمنية قصيرة وإنما هو نهج وجودي يستمر حتى يومنا هذا. فتجد اليوم أيضا مثقفين عرب مسلمون يساهمون بعد مشواره طويلة طويلة مليئة بالتحديات في مختلف المجالات العلمية والإنسانية مثل الطب الهندسة الفيزياء البيولوجيا وهكذا وذلك مواصلة لحبل العلوم القدماء الذين سبقوهم وبناء مستقبل زاخر بإنجازات جديدة بإذن الله تعالى.