- صاحب المنشور: وفاء الموريتاني
ملخص النقاش:
تُعد الثورة التكنولوجية التي يشهدها العالم اليوم، والتي تتضمن تطوّرات هائلة في مجال الذكاء الاصطناعي، فرصة كبيرة لتعزيز جودة التعليم وتوفير تجارب تعليمية مبتكرة ومخصصة للمتعلمين. إن اندماج الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي يمكن أن يحقق تحويلًا جذريًا لكيفية توصيل المعرفة وطرق تقييمها والاستجابة للاحتياجات الفردية لكل طالب. لنركز هنا على أهم الدور الذي يمكن للذكاء الاصطناعي أن يلعبه في ثلاث جوانب حيوية: تقديم المحتوى التعليمي، تحديد نقاط القوة والضعف لدى المتعلمين، والتفاعل معهم بطريقة شخصية.
في البداية، بإمكان الذكاء الاصطناعي دعم عملية تصميم المناهج الدراسية وتقديم المواد التدريبية الثرية والملائمة لاحتياجات كل طالب. باستخدام تقنيات التعلم العميق، يمكن للأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي تحليل كميات ضخمة من البيانات حول أداء الطلاب السابقين وتحسين مستويات فهمهم لتحديد مجالات احتياجهما لمزيد من المساعدة أو التركيز عليها. بالإضافة إلى ذلك، قد تساعد هذه الأدوات أيضًا المعلمين في تخطيط خطط الدروس بناءً على مستوى فهم الطالب الحالي وضمان تحقيق تقدم تراكمي يتوافق مع متطلبات المنهاج الموضوعة لهم.
ثانيًا، يتمثل العنصر الرئيسي لإنجاح العملية التعليمية الحديثة في قدرتها على تحديد الاحتياجات الخاصة بكل طالب واستهداف تلك الحاجات بشكل دقيق. هنا يأتي دور الذكاء الاصطناعي عبر استخدام نماذج ذكاء اصطناعي قادرة على تحليل بيانات دقيقة مثل درجات الاختبار وأدائها في حل المشكلات والسلوك الكلامي وغيرها الكثير لفهم سمات الشخصية لديها وإرشادها نحو نهج تدريس فعال يسمى "التربية المستندة إلى البيانات". ومن الجدير بالذكر أنه بفضل التحليلات المتعمقة لهذه البيانات، يستطيع الذكاء الاصطناعي مساعدة المعلمين على تصنيف طلابهم حسب مهاراتهم وقدراتهم وتحديد المجالات التي تحتاج لمزيد من العمل وبالتالي وضع استراتيجيات تعليم خاصة تناسب كل مجموعة منهم مما يعزز فعالية الجوانب التربوية ويقلل نسب الرسوب بين مختلف المدارس الحكومية والخاصة حيث تكمن خصوصيتها بنوع الإدارة وليس بالموارد المالية الضخمة المقدمة لها والتي تعتبر عاملاً ثانوياً مقارنة بفوائد تكنولوجيا المعلومات الحاسوبية التي ستكون السبب الأول لاحقاً لتحسين نسبة نجاح أفراد المجتمع الواحد سواء كانوا داخل المنزل أم خارجه ضمن مؤسسات التعليم الرسمي وغير الرسمية أيضاً.
وأخيراً وليس آخراً، فإن وجه آخر مهم لبناء مجتمع قائم على الذكاء الاصطناعي هو خلق بيئة تواصل بين الأجيال المختلفة تسمح بتبادل الخبرات والمعارف جنباً لجنب فيما يعرف بعملية التعلم الاجتماعي الاجتماعي؛ فهي ليست مجرد مجرد كلمات وإنما مصطلح عميق يعني القدرة على التواصل بشكل مثمر يفيد الجميع بلا استثناء وذلك عبر تشكيل شبكات اجتماعية افتراضية تجمع خبراء وممارسين ومنظّرين تحت مظلتها الواحدة بغرض نقل التجارب الناجحة عبر زمن ومنطقة لأخرى بدون أي عوائق مكانية وزمانية كما كانت سابقا قبل ظهور وسائل الاتصالات الحديثة. هذا النوع من التطبيقات سيفتح أبوابا واسعة أمام فرص جديدة لدعم مهنية معلمينا المحبوبين الذين يقضون ساعات طويلة خارج ساعات عمل التقليدية بهدف البحث والتطور المهني الشخصي بغرض تحسين خدمتهم وصناعة جيلاً قادر علي مواجهة تحديات العالم الرقمي الجديد.