• صاحب المنشور: فريدة بن بركة
  
  ملخص النقاش:
  تواجه كوكبنا تحديًا عالميًا متزايدًا يتمثل بتأثيرات تغيّر المناخ التي تؤثر بشدة على الأنظمة الزراعية والأمن الغذائي. يعد تراجع المحاصيل وانعدام الاستقرار الهيدروليكي والتغيرات البيئية الأخرى نتيجة مباشرة لتغير المناخ؛ مما يؤدي إلى عواقب اقتصادية واجتماعية جذرية للأفراد والمجتمعات والفئات الضعيفة خاصة منها.

في هذا المقال سنستعرض كيف يتسبب تغير المناخ في كارثة غذائية لملايين الأشخاص حول العالم وكيف يمكن التخفيف من هذه الآثار عبر السياسات والبرامج المستدامة والمسؤولة بيئيًا.

زيادة حدّة الجفاف والعواصف: تهديد للمجاعات المتكررة

يُعَدُّ الجفاف أحد أكثر الظواهر شيوعاً لآثار تغير المناخ، حيث أدى ذلك بالفعل لزيادة حادة في الحرائق وتقلص المساحة الخضراء وأضرار بالنظم الإيكولوجية الصحراوية البارزة مثل طبيعة الغابات ذات الظل الكثيف (السافانا). وفقا لتقرير خاص بالأمم المتحدة صدر عام ٢٠١٩ بشأن الأنشطة الإنسانية تحت تأثير التقلبات المناخية فقد تضرر حوالي ١٣٥ مليون شخص بسبب حالات شح المياه بشكل مباشر غير مسبوق منذ العام الماضي. وفي الوقت نفسه، شهدت دول أخرى بموجات مطر غزيرة وفجائية نتجت عنها تفشي الفيضانات المدمرة والتي دمرت محاصيل زراعيه بكاملها مما أدى لفقدان فادح لإنتاجيتها السنوي بالإضافة لحصول خسائر بشرية وإنسانيه جسيمة .

انقطاع سلاسل الامداد الغذائية واستنزاف موارد الأرض

إن الطقس القصوى المتوقعة خلال العقود القريبة القادمة ستهدد بقاء المدن الصناعية الكبرى حالياً حتى لو استطاعت هذه المجتمعات تعزيز قدرتها على مقاومة ظروف الطقس العنيفة نسبيا كونها معتمدة اعتماد كامل تقريبا علي غذاء مستورد وبالتالي فإن أي اضطراب بزرگ بأحد مراكزالإمدادات سيولد جموع هائلة ممن يواجهون المجاعة بلا جدال باعتبار أن نحو ملياري فرد حاليا يعيشون أساسا حسب منظومةغذائهم على صادرات الدول الاخرى ! كما تشمل المخاطر المحتملة أيضا التأثيرات طويلة المدى للتلوث البيئي الناجمعن ثاني اكسيد الكربون والذي يساهم كذلك بإحداث تباطؤ نمو النباتات والحشرات اللازمة لسلسلةالصحة الطبيعئٔ.

ضرورة العمل العاجل لمواجهة الكوارث المرتبطة بالمواطن الغذائية والاستراتيجيات الفاعلة للحماية :

يتطلب التصدي لهذه المعضلات العالمية اتباع نهجين مختلفين لكنهما مكملان بعضinitWithBothBoth؛ الأول يشمل التدخلات قصيرة المدى بهدف تقديمالدعم للفئات الأكثر عرضة للإصابة بالمجاعة بينما يمكنبلورتهيجية ثانية كالتركيزعلى تطوير الحلول الدائمةوالذكيةبيئيا مثل تشجيع استخدام تكنولوجيا الري الحديثة وتربية الحيوانات الرقمية الرشيدة إضافة لذلكتنظيم سياسات دعم منتجيالأغذيةمحليا وعالميا مع الأخذ بعين الاعتبار أهمية التعليم والدعاية الإعلامية الواسعة لتحقيق تغيير جذري وثابت في ثقافة مجتمعاتنا تجاه قيم الاستدامة والعنايةبالطبيعه وصونها أمام أبنائهم ومن بعدهم.