- صاحب المنشور: دوجة بن عبد المالك
ملخص النقاش:
يتمتع اللغة العربية بتاريخ غني وتراث ثقافي ضخم، ولكنها تواجه حالياً العديد من التحديات عند تطبيقها بشكل فعّال ضمن البيئات الرقمية. هذا المقال يستعرض هذه الصعوبات وكيفية التعامل معها لضمان استمراريتها وقوتها عبر الفضاء الإلكتروني الحديث.
إن جمال اللغة العربية وفرادتها ليس أمرًا مستغربًا؛ فهي تضم أكثر من مليون كلمة متداولة يوميًا حسب بعض الدراسات، مما يجعلها واحدة من أغنى اللغات من حيث المفردات والأدوات التي يمكن استخدامها للإبداع والتعليم وللأغراض الأخرى المختلفة. كما أنها تتسم بمرونة عالية تتيح لها التأقلم مع مختلف الحقول العلمية والثقافية على مر التاريخ. لكن الانتقال إلى عالم الإنترنت قد طرح تحديات جديدة تحتاج حلولاً مبتكرة للحفاظ على مكانتها وتعزيز وجودها الافتراضي.
1- تحدي الكتابة باللغة العربية: رغم انتشار لوحات مفاتيح qwerty التقليدية المدعومة بأكثرية البرامج والمواقع الإلكترونية العالمية، إلا أنه يتطلب كتابة نصوص عربية معرفة خاصة بكيفية تحويل الأحرف الإنجليزية إلى حروف عربية باستخدام الأسهم المتعددة ("شفت" أو "ألترن") وأزرار التحريك الأفقية والسفلية لتشكيل الحروف المركبة مثل الضمة والكسر وغيرهما. وهذا الأمر يشكل عبئًا زائدًا للمستخدمين غير الملمين بهذه النظام وإن كان بالإمكان تدريب الواجهة لاستخدام اختصارات ذات دلالات واضحة، فإن ذلك سيجعل عملية الكتاب أكثر سهولة.
2- قواعد التشفير العربية والمعايير الدولية: تعد قاعدة مساعدة ترميز النص العربي Unicode أحد الحلول الرئيسية لمواجهة مشاكل تبادل البيانات والحفاظ عليها سالما خلال نقل المعلومات المكتوبة بلغتنا الأم بغض النظر عن نظام التشغيل المستعمل سواء أكس بي Windows أم يونكس Unix وماك macOS . ومع ذلك ، تبقى هناك حاجة دائمة لتطوير وبناء قواعد بيانات تشفير متنوعة ودعم تطورات البرمجيات الحديثة حتى تتمكن جميع أدوات ومنصات التواصل الاجتماعي ومواقع الانترنت الجديدة من اعتبار الترميز العربي بحسب المعايير الدولية جزء أصيل منها وليس مجرد إضافة اختيارية بعد الآن!
3- التوافق والابتكار في التصميم الجرافيكي: يؤدي عدم مراعاة خصائص الخطوط والحروف المستخدمة أثناء تصميم الشعارات والمواقع الإلكترونية أيضاً إلى ظهور أشكال مقروءة بصورة غير ممتعة للعين البشرية وقد تؤثر تأثير سلبي مباشر على تجربة القراءة العامة لأصحاب العين الناقدة للتفاصيل الدقيقة. لذلك فمن المهم اتباع نهج علمي مدروس عند رسم خطوطنا الأصلية وأن نحافظ دوماً على قابلية القياس المناسبة لكل حالة استخدام مطلوب. وهناك الكثير ممن يعملون اليوم جاهدين نحو خلق نموذج جديد ومتطور لهذا النوع بهدف جعل المحتوى المرئي العربسي أكثر جاذبية ولافتا للأنظار مع المحافظة أيضا على الاحترام والدقة اللازمة لمنظومتنا الهجائية الخاصة بنا والتي تميز بها تاريخيا فضائلا فوق كل شيء آخر...
4- الأتمتة وتحسين فهم الآلات للغة الطبيعية: تعتبر قدرة الروبوتات والبرامج الذكية على فهم واستيعاب بنية جملنا ومعاني كلماتنا بطرق ذكية شبيهة بعقل الإنسان هي إحدى نقاط الضعف الأعظم بالنسبة لنا أمام دعائم التكنولوجيا الغربية عموما والإنجازات الأمريكية بشكل خاص وذلك راجع أساسا لنقص الموارد المالية والفكرية المبذولة لدعم البحث العلمي المرتبط بهذا المجال الحيوي تحديدآ. إلا أنه وفي السنوات الأخيرة ظهرت بوادر تقدم ملحوظ بشأن تعليم الكمبيوتر كيفية تصحيح الاخطاء الاملائية والاستعاض عنها بمرادفات مشابهة بناء علي السياقات المقترنة بها بالإضافة الي القدرة كذلك بفهم اشاراتها الانفعالية والعاطفية وفق آلية تعمل مبنية علی خوارزميات محدودة نسبيا تستشعر الحالة المزاجية لكلام الشخص ثم تقوم بتوفير رد فعل مناسب يناسب تلك الظروف تمام التنسيق ! غير ان الطريق طويل لتحقيق هدفه النهائي وهو التوصل لحلول تكنولوجيه قادرة تمام القدرات الإنسانيه فيما يخُص مهارة لفهم العمليات العقلانية ذهنيه وفلسفيه ممّا يعني ضروره تكثيف الاستثمار الوطني الحكوماتي والأهداء الخاص بذلك القطاع علميا