- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
### مقال يناقش دور التعليم العالي في تعزيز القيم الإسلامية مع الحفاظ على الجودة الأكاديمية
في المجتمعات الإسلامية المعاصرة، يزداد الطلب على التعليم العالي باعتباره ركيزة أساسية للتنمية الاقتصادية والثقافية. ومع ذلك، فإن دمج القيم الإسلامية مع متطلبات التعليم الحديث يعد تحدياً كبيراً. هذا المقال يستعرض أهمية تحقيق توازن بين الفكر الديني والأهداف الأكاديمية في مؤسسات التعليم العالي المسلمة.
يبدأ الارتباط بين الإسلام والتعليم منذ الصغر حيث يُحث الأولياء على تعليم أبنائهم القرآن الكريم وتعاليم الدين. لكن عندما يتعلق الأمر بالمرحلة الجامعية وما بعدها، تصبح الأمور أكثر تعقيداً بسبب طبيعة العلم والتكنولوجيا المتغيرة باستمرار والتي تفرض نفسها بقوة اليوم.
تؤكد الشريعة الإسلامية على أهمية طلب العلم والمعرفة، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم "طلب العلم فريضة على كل مسلم". ولكن كيف يمكن تطبيق هذا التعريف الواسع للعلم ضمن نظام أكاديمي حديث؟ إن مفتاح حل هذه المعضلة يكمن في فهم العلاقة الجدلية بين الأخلاق والقوانين العالمية (العلم) التي وضعها الله سبحانه وتعالى.
يشدد علماء دين كثيرون على ضرورة استيعاب الطلاب للمبادئ الأساسية للإسلام أثناء دراستهم الأكاديمية، سواء كانت علوم طبيعية أو اجتماعية أو هندسية. فعلى سبيل المثال، يمكن تربط موضوعات مثل العدالة الاجتماعية ومكارم الأخلاق بمجالات القانون والإدارة العامة. وبالمثل، يشجع فلاسفة وفلكيون مسلمين قدامى على مزج العقيدة والدراسات الطبيعية، مما يدل على إمكانية وجود نهج جامع ومتكامل يشمل الجانبين الروحي والعقلاني من الحياة.
بالإضافة إلى ذلك، تلعب إدارة المؤسسات دوراً حاسماً في تشجيع بيئة تعزز الثقافة الدينية داخل حرم الجامعات. ويمكن القيام بذلك عبر تقديم مواد اختيارية تغطي مواضيع تتعلق بالإسلام، وإنشاء مجموعات ودوائر طلابية تستهدف دعم مشاركة الطلاب المسلمين وتمكينهم من الانخراط بنشاط في محادثات حول قضايا ذات صلة بالقضايا الإنسانية والاجتماعية برمتها وليست خاصة بالمذهب الإسلامي فقط بل كذلك بتعزيز الخدمة المجتمعية والعمل التطوعي المرتبط بالأعمال الخيرية الاسلامية وايضا الاستفادة ممّا يقدمه علم الاجتماع والفلسفة السياسية وغیرھا من الدراسات المختلفة لخدمة مجتمعنا المحلي.
وفي النهاية، يسعى المثقفون المؤمنون لإظهار أن الجمع بين التربية الدينية والسعي نحو المعرفة ليس تناقضا ولا اختلافًا وجدليا بل هو تكامل وقد كتب العديد من المفكرین الإسلاميين مؤلفات عظيمة مثل الدكتور مصطفى محمود وغيرہ الذين أثروا المكتبة العربية بأعمال عظيمة تجمع بین الإبداع الأدبی والشروح العميقه للدين الإسلامي وأيضا علي شريعتي الذي كان أحد رواد مدرسة التنوير الحديثة والتي حاول توظيف الأفكار الغربیه لتعميق جذورالإسلام لدى الشباب وكسبالثقات الجديدة .
إن النهج الذي يتم اتباعه حاليا في الكثير من الدول الإسلامية الحالي لتحقيق هذا التوازن مثمر للغاية ويجب توسيع نطاق تجربةلهذا النوع من البرامج التعليميه الرائدة حتى تُطبّ