- صاحب المنشور: البوعناني الشرقاوي
ملخص النقاش:تواجه الأجيال الشابة اليوم تحولاً هائلاً في طريقة تفاعلهم مع المعلومات والمعرفة بسبب ظهور وتطور التقنيات الحديثة والمواقع الإلكترونية والمنصات الرقمية. هذه البيئة الجديدة المعروفة باسم "التكنولوجيا الرقمية" أثرت بشكل كبير على كيفية تعامل الشباب مع الكتب والقراءة والكتابة. حيث يسهل الوصول إلى المعلومات عبر الإنترنت بسرعة وبشكل أكثر جاذبية مما كان عليه الحال سابقًا بشأن الحصول عليها من خلال الكتب المطبوعة.
على الرغم من هذا التقدم التكنولوجي الواضح، إلا أنه قد يُثار تساؤلات حول تأثير تلك المنصات الرقمية على المهارات الأساسية مثل القدرة على قراءة وفهم نصوص طويلة وصياغة كتابات مكتوبة جيدة. فهل أدى الاعتماد الكبير للشباب على الوسائط الرقمية لتلقي المعلومة واستيعابها، خاصة مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات المتخصصة في تقديم المحتوى بالصور المتحركة والصوت والرسوم البيانية وغير ذلك الكثير؛ هل أدى ذلك بالفعل إلى تقليل رغبة الشباب بالقراءة والكتابة أم أنها مجرد انطباعات خاطئة؟
في الواقع، يمكن اعتبار الاتجاه الجديد نحو استخدام التكنولوجيا الرقمية كأداة مساعدة لتعزيز وإثراء اهتمام الشباب بتعلم المزيد وقضاء وقت أكبر خلف صفحات الكتاب الورقية أيضًا. فقد وجدت الدراسات الحديثة مؤشرات على زيادة حماس الأطفال والشبان لاستكشاف كتب صوتية رقمية أو كتيبات مصورة جذابة ومتعددة اللغات، بحيث تشجعهم هذه التجربة الغامرة عموماً على الانخراط بشكل أقوى بنشاط القراءة المكتوبة كذلك.
بالإضافة لذلك، فإن توفر الأدوات التعليمية المتنوعة التي تستهدف مستويات مختلفة من الفهم والإدراك -بدءاً من المواد البسيطة حتى المستويات الأكاديمية المتخصصة– يتيح الفرصة أمام الطلاب للممارسة المستمرة سواء أكانت فردية أم جماعية ضمن بيئات افتراضية متنوعة ومحفزة للتفكير الناقد وتحسين القدرات الكتابية لديهم أثناء التعلم غير الرسمي داخل شبكة واسعة من موارد الشبكات الاجتماعية.
إجمالاً، يبدو واضحاً بأن تأثير المنصات الرقمية ليس ضرراً مباشراً لمستقبل ثقافة القراءة والكتابة بين صفوف الطلبة الشباب كما ربما ظن البعض سابقاً. بل إن بإمكاننا رؤية فرص جديدة لتحقيق تقدم ملحوظ نحو توسيع نطاق فرص التعلم وتطوير مهارات نقل الأفكار والتعبير عنها باستخدام أشكال عديدة من الفنون الإعلامية الحديثة والتي تعمل على ترسيخ روابط وثيقة بين اللغة المكتوبة والحياة العملية المعاصرة.