- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
فيما يبدو على أنه صراع بين المعرفة الدينية والمعرفي العلمي، برزت تساؤلات حول مدى توافق هذين النظامين المفاهيميّين. فهل يعتبران وجهي عملة واحدة تعكسان جوانب مختلفَّة للواقع الواحد أم يتنافران كالقطبين المغناطيسيين اللَّذَيْن لا يجتمعان أبدا؟ هذا البحث سيستعرض مواطن التقارب والتصادم المحتمل بين الرؤية الإلهيّة والفهم الإنساني للعالم الطبيعي.
الإسلام والدعوة إلى معرفة الكون
يشدد الإسلام على أهمِّيّة طلب العلم وفهم خلق الله عز وجل لكوننا. يقول القرآن الكريم: "
المنظورات المتباينة للمعرفة الدينية والعلمية
رغم هذه الدعوات المشتركة نحو الفضول المعرفي، تختلف الطرق التي يستخدمها كل مجال للحصول على الحقائق عمّا يؤمن بها. تعتمد المعرفة الدينية غالباً على الوحي والإرشادات الروحية والتي تُفسّر وتُطبَّق بناءً على الاجتهاد الشرعي للتقاليد المختلفة داخل دين واحد حتى إن كان هناك نصوص موحدة مثل الكتاب المقدس في المسيحية أو القرآن الكريم في الإسلام ولكن قد تتفاوت التأويلات حسب المدارس الفقهية والأنساق الثقافية المرتبطة بذلك الدين. بينما تقوم المعرفة العلمية أساساً على التجريب والبرهنة والاختبار العملي لبنية الواقع والتي يمكن التحقق منها عبر وسائل متاحة أمام الجميع بغض النظر عن انتماءات شخصية معينة وقدرات بشرية محدودة لكل فرد مقارنة بحجم الوجود الكبير وما يحويه من عجائب خلقت بلا حدود علمياً ولا أدبيات كتابيه إلا بتفسير بعض خصائصه ومسببات حدوث ظواهره كما ورد ذكر ذلك ضمن منظومة آيات القران وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .
نقاط الاتفاق والاختلاف الرئيسية
تشترك الدين والعلوم بنقاط عديدة فيما يلي بعض منها:
1- التأكيد على نظام عالم منتظم: يشهد كلاهما وجود قوانين ثابتة تحكم سير الحياة والموت وتغيرات الكون.
2 - بحث الحقيقة الأساسية: يسعى كلا المجالين لاستكشاف حقيقتها لكن بطرائق مختلفة حيث يقوم الأول بالاستناد للنصوص والثوابت الغيبية أما الثاني فهو يستعين بالأدلة empirical verifiable data.
3 - تأثيرهما الاجتماعي: تلعب ضروبهما دوراً محوريا في توجيه الأخلاق والسلوك اليومي للأتباع المؤمنين بفلسفتيهما الخاصة بكل منهما وفق رؤى جزئية متفاوتة عنها لدى الآخر مما ينتج عنه اختلاف المسلك العام لهذه الجماعة الاجتماعية المستندة لأحد هاتين المرجعيتنين المرجعيتينات المختلفتان جذرًا وصورة حاليًا ولربما تغاير مستقبلاً أيضًا إذا اقتضى تقدم العلم الذاتي لنظرية جديدة تخالف المقاييس المصرح بها سابقًا وإن لم يكن كذلك فتدخل