الإسلام والعلوم: العلاقة والتكامل

في ظل التطورات العلمية الحديثة التي تشهدها الإنسانية اليوم، يبرز تساؤل حول علاقة الإسلام بالعلوم. ومن المهم التأكيد على أن الاسلام لم يكن ضد البحث الع

  • صاحب المنشور: حمادي بن العيد

    ملخص النقاش:
    في ظل التطورات العلمية الحديثة التي تشهدها الإنسانية اليوم، يبرز تساؤل حول علاقة الإسلام بالعلوم. ومن المهم التأكيد على أن الاسلام لم يكن ضد البحث العلمي والمعرفة منذ نشأته حتى يومنا هذا. بل إن القرآن الكريم يشجع باستمرار على الاستقصاء والفهم المتعمق للكون والمخلوقات فيه: "وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ" [الدخان:3،4]. وهذه الآيات تحث المسلم على النظر والاستدلال والاستنتاج بهدف الوصول إلى معرفة أكبر وخلق شيء مفيد للمجتمع البشري.

لقد كان للعصر الذهبي للإسلام دور بارز في تقدم المعرفة البشرية عبر التاريخ. حيث برع المسلمين خلال تلك الفترة الزاهرة في مجالات متعددة كالفلك والرياضيات وعلم الأحياء والكيمياء وغيرها الكثير مما ترك أثره الواضح حتى الآن. فقد ترجموا الأعمال اليونانية القديمة وأضافوا إليها تطويرات كبيرة، كما شجع علماء الدين مثل الخليفة هارون الرشيد وابن الهيثم والحسن بن الهيثم أبو علي الا انه صار مشهوراً بابن الهيثم العالم الرياضياتي والفيلسوف والأديب والأطباء والموسيقا وغير ذلك العديد من المجالات الأخرى. لقد امتزجت العلوم الإسلامية بثراء الفكر الفلسفي والثقافي لتنتج منهجا فريدا مهد الطريق أمام نهضة أوروبا فيما بعد والتي عرفت باسم النهضة الأوروبية أو عصر التنوير.

واليوم أيضاً يمكن رؤية تأثير التعليم الديني على الحراك العلمي عندما نلاحظ كيف يقوم بعض الجامعات المحافظة بتقديم دورات تدريس تجمع بين تعاليم الشريعة والإنجازات الطبية الحديثة للحفاظ على تراث الأجداد واستيعاب المستحدثات الجديدة بدون تناقضات جوهرية مع عقيدتهم الأساسية والتي تحمل رسائلها الخاصة حول خلق الكون وظروف الحياة داخل المجتمعات المختلفة حسب توجهات كل مجتمع ثقافيا واجتماعيا وفكريا.

ختاماً، فإن العلاقات القائمة بين الدين والعلوم ليست مجرد ارتباط تاريخي قديم، ولكن هي أيضا حقيقة قائمة تتطلب فهم عميق وتساؤلات مستمرة بغرض توضيح مدى قدرتها على تحقيق توازن مثالي يساهم بخدمة الإنسان جمعاء وتحقيق رفاهيته العامة ضمن منظومة شاملة تعتمد أساسيتها منها على هداية ربانية واضحة ورؤية فلسفية واسعة المدى تستطيع التعايش داخل عالم مليء بالتغيرات والتطورات اللافتة للأعين نحو الأمام بمخطط شامل ومترابط ومتماسك يستوعب جميع جوانبه المفيدة والمستقبلية المنتظرة بإذن الله تعالى وبقدرتنا نحن كمخلصين لهذا الوطن الغالي وجميع شعوب الأرض بلا استثناء لما يحملونه جميعا من حقوق طبيعية وكرامات مكتسباتها انطلاقاً مما أعطى لنا إياه خالق الأكوان عزوجل فوق سماواته العلا وملائكتة المقربين رضوان عليهم وعلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أفضل الصلاة والتسليم الى يوم القيامة يا رب آمين يا كريم .


نوال بن وازن

5 مدونة المشاركات

التعليقات