تتبعت أول مَن نسب الدواسر للأزد صراحةً ، ولم أجد نص واحد يذكرهم فيهم أقدم
من كتّاب المغيري
"المنتخب في ذكر نسب قبائل العرب" الذي كتبه عام ١٣٦٤هـ
(قبل ٨٠ عاماً بالضبط من عامنا هذا ١٤٤٤هـ)
واستخلصت من قراءتي لأغلب كتابه بأنه كان مُعتمداً -غفر الله له-على تشابه الألقاب والجغرافيا
مع العلم بأن جغرافية قبيلتي الدواسر لا تخدم أبداً نسبهم للأزد
فلم تكن نجداً وقُراها القديمة كعكل وثادق ولُغاط والفقي قُرىً للأزد لا حاضراً ولا قديماً.
وكذلك الأمر ينطبق على فلج اليمامة والمجازة ورمال الدهناء ، والوادي المسمّى حديثاً
"وادي الدواسر"
فكُل ديار الدواسر لا تدعم القول
في فترةٍ مُعاصرة لكتاب المُغيري
في كتاب "مجلة لغة العرب" الصادرة من عام ١٣٢٩ - ١٣٤٩هـ
ذكر "الكرملي" العراقي
وهو مؤرخ وكاتب لعدد كبير من الكُتب في اللغة العربية ، ويتقن اللاتينية واليونانية
وقد جال العالم كُلّه تقريباً ، شيئاً عن "الدواسر"
وهذا نصّه :
"سنة ١٣١٩هـ (١٩٠١م) كنت في بلاد عمان فوجدت في نادي أحد الشيوخ رجلاً نسابة من كبار رجال جنوبي نجد يقال له (فهد المحمد الفضلي) فسألته عن أشياء كثيرة تتعلق ببعض القبائل فأجابني عنها أحسن إجابة واستفدت منه فوائد جمة دونتها في مذكرتي ولم أزل أحفظها وأدعو له بالتوفيق لما اقتبست منه…"
"ومن جملة هذه الفوائد ما ذكره لي عن قبيلة (الدواسر) قال: إنهم من بني تغلب بن وائل.."
وذكر سبب تسمية الدواسر من وجهة نظر الناقل ، وعدد أفخاذهم وأجاد فيها دون خطأ وكأنه بيننا اليوم
ثم قال
"والظاهر لي بأنهم من التغالبة"
العجيب في النص بأنه لم يذكر الأزد أبداً!
نكمل
