- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:في عصرنا الحالي، بات للتكنولوجيا تأثيرٌ عميق وفريد ينعكس مباشرة على العديد من جوانب الحياة الحديثة. هذا التأثير يمتد أيضا لتشمل المجالات التاريخية والثقافية الغنية للمنطقة العربية. ومن بين هذه الجوانب المثيرة للاهتمام والمهمة هو تطور استخدام التكنولوجيا كأداة للحفاظ والاحتفاء بالتراث الثقافي العربي. يأخذ هذا السياق حيزًا متزايدًا من الاهتمام بسبب المخاوف المتنامية بشأن فقدان تراث فريد ومميز نتيجة للهجرة الحضرية والتغيرات الاقتصادية والضغوط العالمية الأخرى.
تعد الوسائط الرقمية الآن مركز جذب رئيسي لإحياء المحتوى الثقافي التقليدي وتوزيعه. تتضمن هذه الوسائل مواقع الإنترنت، وأشرطة الفيديو على YouTube, ووسائل التواصل الاجتماعي مثل Instagram وTwitter حيث تقدم مجموعة متنوعة من الأشكال الفنية والأعمال الأدبية والبرامج التعليمية التي تعرض الفنون والحرف اليدوية والمعمار القديمة وغيرها الكثير مما يعكس الهويّة العربية. يمكن لهذه المنصات تقديم روايةٍ أكثر شمولاً وإبداعاً مقارنة بالأساليب التقليدية تماماً كما أنها توفر فرصة أكبر للمشاركة المجتمعية.
إلا أنه رغم كل الفوائد المرتبطة بتوظيف تكنولوجيات جديدة لتعزيز الوعي حول الثروات الثقافية المحلية، فإن هناك تحدياً مستمرا يتمثل بإمكانية مواجهة مسار تقادم أو تشويه محتواه الأصيل أثناء عملية تحويله إلى شكل رقمي حديث. بالإضافة لذلك، قد يؤثر الانتشار الواسع للإنتاج الإعلامي الجديد غير المدروس على القيم والعادات المعاصرة بطرق غير مرغوب بها، وذلك عند عدم وجود استراتيجيات واضحة لحماية وتوجيه تلك العملية نحو تحقيق أهداف محكمة وعادلة اجتماعيّاً وثقافيّا.
الحلول المقترحة
لتجنب أي إساءات ممكنة واستعادة الوضع الطبيعي الأمثل باستخدام وسائل الاتصال الجديدة لأجل تعزيز الاحترام العميق للتقاليد القديمة وللحفاظ عليها ضمن المجتمع الحديث:
- يجب تطوير برمجيات خاصة مصممة بعناية تأخذ بالحسبان خصوصية كل منطقة عربية وديناميكيتها الخاصة؛ لضمان تواجد نسخة رقمية صادقة ومتوازنة ترقى لمستويات الدقة والسياق الكامل الذي يستحقونه تقاليدنا الشاملة.
- تشجيع المؤسسات الأكاديمية والقنوات الإخبارية المختلفة عبر العالم الإسلامي لدمج مواد ثقافية غنية داخل المناهج الدراسية الأساسية وبرامج الترفيه اليومي مع التركيز الخاص للأطفال والشباب.
- تحسين جودة التواصل المستمر مع خبراء الاطلاع القدماء الذين ما زالت لديهم معرفة دقيقة بتاريخ المنطقة وماضيها الغني جنبا الى جنب مع الخبرات المكتسبة حديثا من خلال الأبحاث العلمية والدراسية.
بقلم محمد علي أحمد