• صاحب المنشور: منتصر بالله العياشي
  
  ملخص النقاش:
  استثمر العالم الحديث تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد لتوجيه الثورة الرقمية التي تحول العديد من القطاعات، ولعل قطاع التعليم أحد أكثر المناطق تأثيراً. ويتجلى هذا التأثير بطرق عديدة ومتنوعة حيث يغير الذكاء الاصطناعي المناهج الدراسية التقليدية ويضفي عليها طابعاً ديناميكياً وتفاعلياً جديداً. فعبر الاستعانة بالروبوتات ومحاكاة الواقع الافتراضي وأدوات التعلم الآلي وغيرها، يستطيع الطلاب الآن الوصول إلى بيئات تعليمية غنية وغامرة تتيح لهم فرص تعلم فريدة وعالية الجودة.

أولى المحاور الرئيسية هي استخدام نماذج التغذية الراجعة الذاتية والتعليم الشخصي المدعومة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. تعمل هذه الأنظمة على تحسين تجربة التعلم الفردية لكل طالب استنادا لاحتياجاته وقدراته ورغباته الخاصة. يقوم النظام ببناء مسارات دراسية مخصصة بناءً على مستوى فهم الطالب وتفضيلاته الشخصية؛ مما يساعد المعلمين أيضا بتوفير ردود فعل مفصلة حول تقدم كل طالب وبالتالي تصميم خطط دراسية مستقبلية مبنية على أساس البيانات والأبحاث العلمية.

يتمتع الذكاء الاصطناعي بقدر هائل من القدرة على معالج كم هائل من المعلومات بسرعات مذهلة مقارنة بالإجراءات البشرية الاعتيادية والتي قد تستغرق وقتًا كبيرًا لإنجاز بعض العمليات مثل تصحيح الامتحانات واستخراج نتائج الاختبارات وتحليل بيانات أداء الفصل الدراسي ككل وذلك عبر تطبيق خوارزميات التعلم العميق والشبكات العصبية الصناعية الحديثة ذات الدقة المذهلة والتي تساهم بشكل فعال باتخاذ القرار المبني عل أساس علمي ثابت دقيق موثوق به وغير متحيز البتة.

بالانتقال لمناقشة نقاط القوة الأساسية لهذا التحول الكبير نحو عصر التعلم الجديد باستخدام الذكاء الاصطناعي نرى أنه بإمكانه تقديم شرح تفصيلي وشامل للمفاهيم والحلول الخلاقة للأسئلة والصعوبات المختلفة أثناء عملية التعليم مما يحسِّن مهارات حل المشاكل لدى طلابه المستهدفين كما يسهم كذلك بانشاء مجتمع معرفي رقمي شامل يشجع التواصل والمشاركة بين الأفراد بغض النظر عن مكان وجودهم الجغرافي وهو الأمر الذي كان شبه مستحال سابقًا قبل ظهور الإنترنت واسنخدام تكنولوجيات الحوسبة السحابية بأنواعها المختلفه سواء كانت ضمن شبكة محلية أو عالمية الانتشار الواسع.

وفي الوقت نفسه فإن هناك تحديًا ملحوظ يتعلق بحماية خصوصية المستخدم واحتمالات اختلال توازن قدرة الطلابعلى تحقيق انجازات أكاديمية عالية جراء اعتماد اعتماد زائد مقلق للغاية عليه وعلى تطبيقات أخرى غير معتمدة منه ومن قِبل مؤسستهم التربويه الرسميه المسؤولة عنه مباشرة ضمانا لحفظ حقوق تلك المؤسسات المنوط بها حمايته وتعزيز ثقافته وفهمه لما يعزز ملكاته المعرفية والعقلانيَّة والإنسانية عموما . بالإضافة لذلك ايضا وجب التنبيه الي أهميه تطوير سياسات اخلاقيه راسخه تضمن عدم استخدامه بأشكاله الجدلية والخاطئة التي تنافي هدفه الأول المتمثل بخدمة المجتمع الانساني جمعا فانصح باستمرار البحث