- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
يشهد العالم تغييرات دراماتيكية في طبيعة العمل وأساليب الحياة بسبب التحول الرقمي والتكنولوجيا المتطورة. هذه التحولات لها تأثير عميق على توازن الأفراد بين واجباتهم المهنية والعائلية، حيث يعمل العديد منهم لساعات طويلة وينشغلون بتكنولوجيات الاتصال الحديثة التي تتوقع توفرهم طوال الوقت. يسعى هذا المقال لاستكشاف تقلّب توازن عائلي وظيفي مثالي وسط الضغوط الإنتاجية المتزايدة للموظفين وتوقعاتهم الذاتية لتحقيق النجاح المهني.
منذ ثورة المعلومات والثورة الصناعية الرابعة، لم يعد الفاصل الزمني التقليدي بين مكان العمل ومكان الراحة واضحًا كما كان سابقاً. أدى ظهور شبكات الإنترنت والأجهزة المحمولة إلى خلق بيئة عمل افتراضية يمكن الوصول إليها دائمًا، مما يجعل حدود ساعات العمل أكثر تشويشًا بالنسبة للعديد من الأشخاص. بالإضافة إلى ذلك، أصبح المنافسة الشديدة لزيادة الكفاءة والإنتاجية جزءاً أساسياً من ثقافة الشركة المعاصرة، وهذا قد يؤدي إلى زيادة ضغط العمل والعبء الوظيفي الذي يتطلب المزيد من وقت الموظف بعيدا عن منزله وعائلته.
وبالتزامن مع ذلك، تعكس نماذج الأسرة الحالية أيضاً تغيراً ملحوظًا؛ فقد زادت معدلات مشاركة المرأة في القوى العاملة العالمية بنسبة كبيرة مقارنة بالأجيال السابقة، الأمر الذي يستلزم تناغم أكبر فيما يتعلق بأعباء رعاية الأطفال ورعاية المسنين داخل المنزل وخارجه - وهي مسؤوليات كانت تقليديا تقع بشكل رئيسي على عاتق الأمهات أو الآباء الأكبر سنّا سابقا قبل دخول النساء سوق العمل بكثافة حاليًا.
علاوة على ذلك، فإن تأثيرات جائحة كوفيد-19 شكلت تحدياً جديداً لفكرة "العمل المنزلي" والمسؤوليات الأسرية المرتبطة بها. أجبرت تدابير الفصل الاجتماعي وإغلاق أماكن العمل الكثيرين على الجمع بين مهمتي العمل والأعمال المنزلية والمعيشة تحت سقف واحد لأوقات ممتدة بشكل غير مسبوق. أثبتت تلك التجربة مدى صعوبة تحقيق حالة متوازنة عند وجود عوامل خارجية تؤثر مباشرة على البيئات الشخصية والنظام اليومي المعتاد لكل فرد.
لتحديد كيفية مواجهة هؤلاء المواطنين للتحديات الناجمة عن عدم القدرة على الفصل بين جوانب حياتهم المختلفة، أجرينا مقابلات واستقصاءات حول تجارب مختلفة تعرضها أشخاص ينتمون لعادات مهنية متنوعة، مثل المدراء التنفيذيين ورواد الأعمال وأطباء المستقبل وغيرهم ممن لديهم ارتباط مباشر بصناعة الخدمات الصحية والمؤسسات التعليمية أيضًا. وفيما يلي بعض الدروس الرئيسية المستخلصة من شهاداتهم الخاصة:
* تحسين إدارة الوقت: شدد معظم المستطلعين على أهمية وضع خطط مفصلة لتخصيص فترات محددة للعمل وللحياة العائلية والشخصية خارج نطاق الأعمال التجارية، وكذلك للحفاظ على الصحة البدنية والعافية العامة باستخدام تمارين رياضية منتظمة وقدرات التأمل الذاتي لتحقيق الاسترخاء عقليا وجسديا بطرق صحية وآمنة قدر الإمكان بالنظر للأوضاع الحالية المصاحبة للجائحات عالمياً والتي فرضتها ظروف فايروس كورونا الجديد مؤخراً ببداية عام ٢٠٢٠ .
* تحديد الحدود الواضحة: بحث كثيرون عن حلول عملية لإقامة حواجز واضحة تفصل مناطق العمل عن المناطق الأخرى للحياة اليومية، سواء كانوا يعملون فعليا من المنزل أم لا. تضمنت هذه الإجراءات إنشاء غرف خاصة للاستخدام المهني فقط، وإنهاء جلسات العمل خلال أيام عطلهم الرسمية واحترام تلك الفترات حتى لو صدرت طلباتOverrideExceptionnel أثناء فترة راحتهم القصيرة نسبياً نظريا ولكن مطلوب تطبيق الاحترام العملي لها ميدانياً أيضا ولو بإعلام ذويه اولا!
* دعم النظام المؤسسي : دعا البعض إلى ضرورة تقديم الدعم الحكومي والشركات منه عبر سياسات مرونة تنظيمية مرنة تسمح بالتوازن الطبيعي