• صاحب المنشور: كشاف الأخبار
  
  ملخص النقاش:
  تشهد منظومة التربية والتدريس تغييرات جذرية مع تزايد اعتماد التكنولوجيا وتطورها. يُعَدُّ دمج الأجهزة الرقمية والبرمجيات والأنظمة الافتراضية ضرورة حتمية للحفاظ على تنافسية النظام التعليمي مع العالم الحديث والاستعداد لمستقبل يدفع نحو المزيد من التحول الرقمي. هذه الخطوة ليست مجرد رغبة أو خيار؛ بل هي مطلب أكاديمي واقتصادي ملح لحفظ مكانة الدول في الاقتصاد العالمي.

في الماضي، كان المعلم هو المصدر الأساسي والمعقل الوحيد للمعرفة داخل الصفوف الدراسية. لكن اليوم، بات بإمكان الطلاب الوصول إلى كم هائل ومتنوع من المعلومات عبر الإنترنت. هذا الانتقال نحو بيئة تعليمية أكثر انفتاحًا يتطلب إعادة النظر في دور كل من معلم ومُتعلم على حد سواء. يمكن للتكنولوجيا هنا أن تلعب دوراً محورياً بتزويد المعلمين بأدوات تمكِّنهم من تصميم الخطط والمواد التدريبية بطريقة فعالة وجذابة تستفيد من جمهورية وسائل الإعلام الجديدة التي يعيش بها طلابنا الآن.

إحدى أهم مزايا استخدام التقنية في العملية التعليمية هي قدرتها على جعل التجربة شخصية لكل طالب حسب احتياجاته الخاصة. فالمنصات المتاحة الآن تسمح بتخصيص محتوى الدروس بناءً على مستوى مهارة student الحالي وبالتالي ضمان تقدم متوازن لكافة أفراد الفصل الدراسي بغض النظرعن قدراتهم الأولية المختلفة. كما توفر العديد من البرمجيات أدلة وألعاباً رقمية تفاعلية تساعد الأطفال الصغار خاصة في فهم المفاهيم العلمية المعقدة بسلاسة أكبر مقارنة بالطرق التقليدية مثل المحاضرات الكلاسيكية أمام السبورة البيضاء مثلاً.

خلاف ذلك، فإن الجانب الاجتماعي للتعلم يجد أيضًا أرض خصبة ضمن الوسط الإلكتروني حيث يتم تشجيع التواصل بين زملائهم من خلال المنتديات والمجموعات والحوارات الجماعية والتي تساهم بشكل كبير بفهم أفضل للعلاقات الإنسانية وتحسين المهارات الشخصية كالتعاون والإبداع الذاتي وغيرهما الكثير مما تحتاج المجتمعات الحديثة لبناء شبكات اجتماعية قوية مبنية أساسا على أساس معرفتي وثقافي واسع المدى . بالإضافة لذلك، توفر الشبكة العنكبوتية العالمية فرصة فريدة لتبادل الخبرات والثقافات المختلفة حول العالم وهو أمر مفيد للغاية لنشر ثقافة السلام والتفاهم فيما بين الشعوب المختلفين سياسيا واجتماعيا وعروبا . ولكن رغم تلك الإيجابيات الواعدة، فإن الطريق ليس سهلاً ولابد لنا من مواجهة تحديات عديدة ترتبط غالباً بنقص الاستثمار الحكومي اللازم لتنفيذ مشاريع تكنولوجية كبيرة ناهيك أيضا عن عدم وجود كوادر مؤهلة تدرب مستقبلياً لفريق العمل الجديد الذي سيحتاج لهذه الأدوات بكفاءة عالية. وفي النهاية نسأل الله عزوجل أن يستخدم الإنسان العلوم النافعة لما فيه خير البشرية جمعاء وأن يحمينا جميعآ تحت ظل الأمن والأمان بعونه جل وعلى إنه سميع مجيب الدعوات."