مرض نقص المناعة المكتسبة (السيدا) هو حالة صحية خطيرة ناجمة عن فيروس نقص المناعة البشرية (HIV). هذا الفيروس يهاجم الجهاز المناعي للجسم ويضعفه بشكل كبير مما يجعل المصابين أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المختلفة. سأقدم هنا نظرة شاملة حول مرض السيدا، بما في ذلك أسبابه، أعراضه الرئيسية، واستراتيجيات العلاج الحديثة.
الأسباب الرئيسية لانتشار مرض السيدا تعود إلى انتقال عدوى فيروس HIV، والذي يمكن أن يحدث عبر عدة أساليب مثل الاتصال الجنسي غير الآمن، مشاركة الإبر والمواد الطبية المستخدمة لإعطاء الحقن، نقل الدم والمشتقات الدموية المعدومة، ومشاركة معدات حلاقة الشخص الآخر. كما قد ينتقل الفيروس من الأم الحامل إلى جنينها أثناء الحمل أو الولادة أو الرضاعة الطبيعية.
تشمل الأعراض المبكرة للسيدا ارتفاع درجة الحرارة والسعال المستمر والتعرق الليلي والإرهاق الشديد وفقدان الوزن بدون سبب واضح. مع مرور الوقت وقد تأخرت التشخيص والعلاج، تبدأ مرحلة متقدمة تسمى "متلازمة العوز المناعي المكتسب" التي تتضمن مجموعة واسعة من المضاعفات الصحية المرتبطة بنقص جهاز المناعة. هذه الحالة تستدعي تدخل طبي فوري لأنها تهدد الحياة إذا لم تُعالج بالشكل الصحيح.
أما فيما يتعلق بطرق علاج مرض السيدا، فقد شهد المجال الطبي تقدماً كبيراً خلال العقود الأخيرة. اليوم، هناك العديد من الدواء المثبتات للفيروس والتي تعمل على تقليل مستوى RNA النشط وفيروس HIV في الجسم وبالتالي تحسين وظائف الجهاز المناعي وتقييد تقدم المرض. بالإضافة لذلك، يوجد الآن علاجات مضادة للميكروب تساعد أيضا في إدارة العدوى الثانوية الناجمة عن ضعف الجهاز المناعي لدى المصابين بالسيدا.
على الرغم من تحقيق الكثير من التقدم في فهم وعلاج مرض السيدا، إلا أنه لا يزال بحاجة إلى مزيدٍ من البحث العلمي لتحقيق هدف القضاء عليه تماماً. إن الوقاية هي أفضل وسيلة لمنع انتشار هذا المرض الخطير وذلك عبر ممارسات آمنة ومتابعة الرعاية الصحية المنتظمة خاصة بالنسبة للأفراد المعرضين للمخاطر.