تعتبر حكة الجسم خلال فترة النوم مشكلة شائعة يعاني منها العديد من الأشخاص. هذه الحالة قد تكون محبطة ومزعجة للغاية، مما يؤثر سلباً على نوعية نوم الشخص. هناك عدة عوامل يمكن أن تساهم في ظهور الحكة الليلة، بعضها مرتبط بصحة البشرة وآخر بسبب ظروف البيئة المحيطة. دعونا نستكشف هذه الأسباب ونناقش العلاجات المناسبة لكل حالة.
في كثير من الحالات، قد يرجع سبب الحكة إلى أمراض جلدية مثل الأكزيما أو الصدفية، والتي غالباً ما تتسبب في جفاف واحمرار وتقشر الجلد. بالإضافة لذلك، الحساسية تجاه مواد معينة مثل الغبار أو الشعر الحيواني أو حتى بعض الأقمشة الرقيقة المستخدمة في الملابس الداخلية، قد تؤدي أيضاً إلى الشعور بالحكة. كما يمكن أن تحدث اضطرابات هرمونية كالتغيرات الهرمونية الناتجة عن الدورة الشهرية لدى النساء، وكذلك زيادة الوزن، أن تعزز من فرصة التعرض لهذه المشكلة.
ومن بين المتسببات الأخرى التي تستحق النظر فيها هي الجفاف الشديد للجلد نتيجة نقص الترطيب. هذا الأمر يجعل الجلد أكثر حساسية للحوافز الخارجية، بما فيها الاحتكاك الناجم عن تغير الوضعيات أثناء النوم. علاوة على ذلك، ارتداء ملابس ضيقة جداً قبل النوم، خاصة تلك المصنوعة من المواد الصناعية غير القابلة للتحكم بالرطوبة، يمكن كذلك أن يساهم في زيادة مستويات الحكة.
وللتعامل بشكل فعال مع هذه القضية الصحية المزعجة، ينبغي اتخاذ خطوات استباقية تبدأ بتحديد مصدر المشكلة بدقة. إذا كانت الحكة متعلقة بموضع واحد فقط من جسمك -على سبيل المثال ظهركتين أو أسفل القدم- فقد تحتاج لاستشارة طبيب أمراض جلدية للتأكد من عدم وجود عدوى فطرية تحت الجلد أو إصابات أخرى تتطلب العلاج الطبي. أما بالنسبة للحالات العامة للحكة الليلية المرتبطة بجفاف البشرة، فإن الاستخدام المنتظم لمرطب جيد يبقى الخيار الأمثل لتوفير الراحة اللازمة واستقرار المستوى الحمضي للجلد وحماية حاجزه الواقي ضد المهيجات الخارجية.
وفي النهاية، تعد بيئة نوم مريحة نظيفة خالية من مثيرات الحساسية أولوية قصوى لتحسين جودة النوم وتخفيف الأعراض المرافقة له كالاحتقان والحكة. تجنب استخدام مواد تنظيف قاسية وغسل ملابسك باستخدام دواء مزيل للحساسية يساعد أيضًا في الحد من فرص تفجر حالات رد فعل تحسسي مفاجأة اثناء فترات الراحة الليلية الثمينة.