- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
تُعتبر الديناصورات واحدة من أكثر الكائنات الحيوية شهرة وإثارة للاهتمام التي عاشت على كوكب الأرض. لكن فهمنا لتاريخها البيولوجي والكيميائي لم يكن ليكتمل بدون دراسة دور النباتات في هذا المشهد الآسر. تشير الأدلة الأحفورية إلى وجود تعايش وثيق بين الحيوانات الضخمة والغطاء الأخضر الذي كان ينمو تحت الأقدام الثقيلة لهذه الزواحف العملاقة. لنستكشف كيف أثرت هذه العلاقة المتبادلة والممتدة عبر ملايين السنين على تطور كل منهما وعلى النظام الإيكولوجي العام للعصر الدهر الوسيط - عصر الدّينوسَورِيِّون.
كان ظهور أنواع جديدة ومتنوعة من الأشجار والشجيرات والأعشاب حدثاً مهماً خلال فترة الجوراسي والعصر الطباشيري المبكر عندما كانت الديناصورات تتطور أيضاً. توفر نبتات مثل الصنوبريات وأوراق الشجر الصلبة وجذور العشب غذاء وفير للديناصورات آكلة الأعشاب والتي لعبت دوراً حاسماً في تحديد حجم وموقع مجموعاتها السكانية. كما أدى ازدهار الغطاء النباتي إلى دعم شبكات غذائية معقدة حيث تقدم بعض الأنواع الصغيرة للغذاء لحيوانات أخرى أكبر حجماً. وقد ساعد ذلك الديناصورات آكلة اللحوم على التكيف والاستمرار بينما كانت تخضع للتغيرات المناخية والتطورات الاخرى.
لم تكن تأثير النباتات محصورًا بتقديم المؤونة فحسب؛ فقد شكلت أيضًا نوعية الهواء والجودة العامة للموائل الطبيعية تلك الفترة التاريخية البعيدة. فعلى سبيل المثال، فإن زيادة كثافة المساحات الخضراء زادت مستويات أكسجين الجو مما مكَّن المزيد من الحياة البرية من النمو والإزدهار خلال حقب مختلفة قبل ظهور الثدييات الحديثة. بالإضافة لذلك، جنحت التربة إلى الاستقرار بسبب جذور الأشجار والمعمرة الأخرى الأمر الذى عزز بناء طبقات الصخور الرسوبية واحتفظ بالأدلة المحفوظة حتى الآن لدينا حول تاريخ أرضنا القديم.
غير أنه ليس هناك تفرد كامل لهذه الروابط المعقدة المضيف بها العالم القديم؛ إذ تعرضت العديد منها لعقبات كبيرة نتيجة تغييرات جيولوجية وكوارث طبيعية مفاجئة وغير مسبوقة آنذاك مثل اصطدام مذنب أو كويكب كبير ببلاطتنا المنزلية فيما يعرف بمأساة الانقراض الكبير والذي شهد نهاية معظم أصناف الديناصورات غير الطيور منذ نحو 65 مليون عام مضت تاركا فراغا هائلاً تركته خلفه تلك المخلوقات المهيبة وسط حالة ارتباك عالمي ساحقة ذاقت بحرها جميع المقومات للحياة حينها حين ذاك ولم يتبق لها إلا ذكر شرف وبقايا محفوظة ضمن صفائح ترابية ظلت شاهدا صامتا يروي لنا قصة مرعبة مليئه بالحكمة والدروس المستخلصة لإنسان اليوم!