- صاحب المنشور: عفاف بن شقرون
ملخص النقاش:
تُعتبر العلاقة بين الإسلام والبيئة موضوعًا مهمًا وممتدًا عبر التاريخ. إن القرآن الكريم والسنة النبوية يشددان على أهمية حماية البيئة واحترامها كشركة مشتركة للإنسانية جمعاء. ففي الحديث الشريف يقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى" (رواه البخاري ومسلم)، مما يؤكد على ضرورة وجود نوايا حسنة عند التعامل مع الموارد الطبيعية.
كما يشجع الإسلام على الاعتناء بالأرض ورعايتها، حيث ذكر القرآن الكريم الأرض عدة مرات بصفتهم مكاناً مقدساً وعطوفة. ومن الأمثلة الرائعة لذلك قوله تعالى في سورة الرحمن: "
بالإضافة إلى ذلك، يُعتبر احترام الحياة البرية جانب آخر ذو قيمة عالية في الإسلام. فقد نهى الرسول الكريم عن إيذاء الحيوانات بلا سبب، حتى أنه قال: "دخل رجل الجنة برعاية غلام له". وهذا يدل على ثقافة الرفق بالحيوان التي تشمل تعزيز حقوقها وحفظها من الانتهاكات غير الضرورية.
وفي الوقت المعاصر الذي تواجه فيه البشرية تحديات بيئية كبيرة مثل تغير المناخ والتلوث وفقدان التنوع البيولوجي، تبرز مسؤوليتنا الأخلاقية والدينية أكثر فأكثر للحفاظ على موارد كوكب الأرض واستخدامها بحكمة وعدالة. وبالتالي يمكن اعتبار التطبيق العملي لقيم وأخلاقيات الإسلام حول البيئة فرصة فريدة للشعوب والمؤسسات للتعاون نحو مستقبل مستدام يعزز رفاه الإنسان ويحميه ويستفيد منه الأجيال القادمة أيضًا.