- صاحب المنشور: حنفي البنغلاديشي
ملخص النقاش:
مع ظهور الثورة الصناعية الرابعة والتكنولوجيا المتطورة باستمرار، يتغير شكل سوق العمل بسرعة. أصبح مصطلح "الاقتصاد الرقمي" شائعا يصف هذا التحول الكبير الذي تشهدها الأسواق العالمية اليوم. يشمل الاقتصاد الرقمي جميع الأنشطة التجارية التي تتم عبر الإنترنت أو بوسائل تكنولوجية رقمية أخرى. وهو يعيد تعريف العلاقات بين الشركات والمستهلكين والعمال، مما يؤدي إلى فرص جديدة ولكن أيضا تحديات فريدة تحتاج إلى معالجة.
تتسم هذه الفترة بتطور أدوات الذكاء الاصطناعي وتمكين البيانات الضخمة والذي سيؤثر بشدة على كيفية قيام الأشخاص بأدوارهم الوظيفية وكيف ستكون متطلبات السوق المستقبلية للعمالة. بينما تزيل التكنولوجيا بعض الأدوار التقليدية وتبسط العمليات، فإنها تخلق أيضًا وظائف ومجالات عمل جديدة تمامًا لم يكن بالإمكان تصور وجودها قبل عقد مضى. ومن الأمثلة البارزة لهذا التحول المدفوعة بالرقمنة هي ظهور مهن مثل مهندس بيانات، خبير الأمن السيبراني، محترف التسويق الرقمي وغيرها العديد الأخرى ذات العلاقة ببرنامج الحوسبة والأتمتة والحلول الناشئة لتطبيقات الواقع المعزز (AR) وواقع افتراضي (VR).
بالإضافة للأثر الفوري الحالي لهذه التغيرات التي تمر بها اقتصادات العالم حاليا؛ يوجد تأثير طويل الامد يتمثل بقوة أكبر للمواهب الابداعيه والفكريه مقارنة بالقوى الاخرى كالادارة الروتينيه وانشاء المحتوى الاعتيادي حيث ان الآلات سوف تقوم بهذه الادوار بدرجه اكبر بكثير مما سبق نظراً لاحداث تطور البرمجيات والخوارزميات المصممه خصيصاً لتنفيذ تلك المهام وبإتقان شديد للغاية بالمقارنه بإنسان متوسط المهاره . ففي الوقت الذي قد يخسر البعض ارباحه بسبب ازاله ادواره التقليديه ، يستطيع الآخرون تحقيق مكاسب كبيره اذا استغلوا الفرصة للتكيف والاستعداد لصقل مواهبهم واستثمار اهتماماتهم الجديده المرتبطه بالتخصصات الحديثه كالتعلم العميق machine learning, التعلم الآلي deep learning , التصميم الجرافيكي ثلاثي الأبعاد3D modelingو غيرها الكثير مما يسمح لهم بان يحققوا نجاحا باهر وفريداً في عالم الأعمال اليوم وعصر الإقتصاد الرقمي الغامر بكل جديده ومتجددة يومياً!
إن التحدي الرئيسي يكمن الآن أمام الحكومات والشركات والجهات التعليمية والمجتمع كوحدة واحدة كيف يمكن حل مشاكل البطالة الجديدة واحلال مكانها دورات تدريب مناسبه تساعد الأفراد علي فهم طبيعه سوق العمل الجديد وضمان قدرتهم الكافيه لمنحهم فرصه المنافسة ضمن بيئته التشغيلية الديناميكية والتي لا تعرف حدود ولا تعترف بمسلمات ثابتة كما كان عليه الوضع يوماً ما سابقآ ! إن الأمر يتطلب جهود مشتركة واسناد يدفع المشاريع المجتمعيه الرائده للحكومات والدوائر العلميه والأکاديمیة الخاصة بمختلف جوانب تهيئة الشباب لسوق عملهم المقبل الواعد ببناء حياة مثمرة وايجابيه داخل مجتمع قائم اساسه علي ريادة الأخلاق والقيم الإنسانية الراسخة وفي الوقت ذاته قادر علي المسايره لحركه تطوير تقنينايه مفتوحة المصدر قادرة علي تغيير مسارات البشر للعيش وفق نظام أداره مستدامہ مستقبليا بعيدا كل البعيد عما عرفه الانسان منذ القدم ..