دوخة مستمرة يمكن أن تكون مؤشرًا على مجموعة متنوعة من الحالات الصحية التي تتطلب التشخيص والعلاج المناسبين. هذه الأعراض قد تبدأ فجأة أو تتطور تدريجيًا، ويمكن أن تؤثر بشكل كبير على نوعية الحياة اليومية. هناك العديد من العوامل التي قد تساهم في هذه المشكلة الصحية، والتي سنستعرضها بالتفصيل هنا.
في البداية، يعد اختلال توازن سوائل الجسم أحد الأسباب الشائعة للدوخة المستمرة. هذا يحدث عندما يفقد الجسم كمية كبيرة من السوائل بسرعة بسبب القيء، الإسهال، أو حتى بعض الأدوية. نقص الماء يقلل الضغط داخل الأوعية الدموية ويؤدي إلى انخفاض ضغط الدم الانتصابي، مما يؤدي بدوره إلى الدوخة والدوار. إعادة الترطيب الفوري عادة ما تخفف هذه الحالة.
بالإضافة إلى ذلك، الأمراض المتعلقة بالأذن الداخلية - مثل التهاب الدوار الوضعي الجزئي - هي سبب شائع آخر للدوار الذي يشتد مع تحريك الرأس. هذا النوع من الالتهاب يحدث عندما ينفصل الجسيمات الصغيرة في القناة الهيدرولائية عن مكانها الطبيعي ويتحرك بحرية داخل القنوات، مما يرسل إشارات خاطئة إلى الدماغ بشأن موضع رأسك. العلاج الفيزيائي يمكن أن يساعد في إعادة تلك الجسيمات إلى موقعها الصحيح.
كما تلعب أمراض القلب دورًا مهمًا في ظهور الدوخة المستمرة. عدم انتظام ضربات القلب (رجفان أذيني) أو تضيق الشرايين التاجية يمكن أن يساهمان في الإصابة بالدوخة. بالإضافة لذلك، حالات مثل الانسداد الرئوي وبعض أنواع سرطان الدم أيضا لها ارتباط بهذا العرض.
مع تقدم العمر، تصبح دوخة النقص المغذي أكثر شيوعًا نظرًا لزيادة خطر سوء التغذية وضعف امتصاص العناصر الغذائية الأساسية. خاصة عند وجود مشاكل صحية أخرى مثل مرض باركنسون أو الزهايمر، فإن هذا الأمر غالبًا ما يتم تجاهله كسبب محتمل للدوار المستمر.
وأخيرًا وليس آخرًا، تشمل الأسباب النفسية لدوخة مستمرة حالة قلق العام واضطراب الهلع، وكلاهما يمكن أن يظهرا بمظاهر مشابهة لأعراض اضطرابات الجهاز الدهليزي الداخلي للأذن. في الواقع، حوالي ربع المرضى الذين يعانون من دوار مستمر لديهم أيضًا أعراض نفسية مرتبطة بهذه الحالات.
بشكل عام، إذا كنت تعاني من دوخة مستمرة غير مبررة، فلا تغفل عنها واستشر طبيبك المحترف لتحديد السبب الأساسي واتخاذ الخطوات اللازمة نحو التعامل معه بشكل فعال ومتكامل.