- صاحب المنشور: عزة الحلبي
ملخص النقاش:يُعدّ الإطار البيئي أحد أهم الثروات التي منحها الله للإنسان ليعيش ويستفيد منها ضمن حدود الشريعة الإسلامية. فالإسلام دين حريص على حفظ كيان الأرض وتحقيق توازن بيئي مستدام. حيث يعتبر القرآن الكريم الطبيعة خلقت "بأحسن تقويم"، مؤكدا أن هذا النظام الكوني هو دليل على قدرة الله وعظمته.
تؤكد العديد من الآيات والأحاديث على مسؤولية الإنسان تجاه حماية البيئة واستعمال مواردها بطريقة عادلة ومستدامة. مثلا يقول تعالى:
"<سبحان الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى>
" (سورة الانسان - آية ٢). تشدد هذه الآية على ضرورة الاعتراف بوحدانية الخالق والحفاظ على تدبيره وأعماله الجميلة.
الاستخدام الحكيم للموارد
يوضح لنا الإسلام كيف نهتم بالحيوانات والنباتات وكذلك المياه الجوفية والمياه البحرية وغيرها مما حولنا. فهو يدعو إلى استخدام الموارد بأسلوب رشيد بعيدا عن الترهل والإسراف أو الابتعاد تماما عنها وبالتالي حرمان الآخرين من الاستفادة منها أيضًا. كما جاء في الحديث القدسي:
"قال الله عز وجل:
إن عبدي كل شيء ملك له إلا جسدي، ليس ملك لي منه شيئًا".
(رواه أحمد وابن أبي الدنيا)
الحفاظ على البيئة للجيل القادم
يتناول الدين الاسلامي قضية توفير مورد طبيعي صالح للعيش للأجيال المستقبلية بنفس مستوى جودة وجودتنا الآن. فعلى سبيل المثال، يشجع المسلمون على زراعة الأشجار والتوعية بحياة الصحراء وتجنب قطع الغابات للحفاظ عليها. قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم:"من غرس نخلاً ثم تُركَ حتى يؤكل منها فلا إثم عليه" رواه ابن ماجه وابن رجب.
التنمية الاقتصادية والشاملة
على الرغم من كون المعايير البيئية جزءاً أساسياً من التشريع الديني، فإن المسؤوليات الاجتماعية والاقتصادية مهمة أيضا ولا يمكن تجاوزهما عند وضع سياسات حماية البيئة.
ويشمل ذلك ضمان تحقيق هدف العدالة الاجتماعية وضمان عدم تأثير حلول مكافحة تغير المناخ وانخفاض انبعاثات الكربون بشكل سلبي كبير على اقتصاد الدول ذات الدخل المنخفض مقارنة بتلك المرتفعات دخلًا.
الخاتمة
في نهاية المطاف، تبقى العلاقة المثالية بين المسلمين والعالم الطبيعي واحدة قائمة ومتماسكة عبر قرون عديدة بسبب التصرف وفق تعليمات الوحي المنزل إليه نبينا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم جميعهم.