- صاحب المنشور: نادين بن ناصر
ملخص النقاش:
يشهد العالم اليوم نقاشاً مستمراً حول مدى توافق الإسلام مع الديمقراطية. يرى بعض المحللين أن الإسلام يدعو إلى حكم الأمة وفقاً لمبادئه وقيمه، بينما يؤكد آخرون على وجود عناصر مشتركة بين الإسلام والديمقراطية يمكن بناء عليها لإقامة نظام حكم شامل ومستدام.
في هذا الموضوع، سنستكشف جذور هذه الفكرة وكيف يمكن النظر إليها من منظور تاريخي وفلسفي. تتمتع الديمقراطية بتاريخ طويل يعود إلى الحضارات القديمة مثل اليونان وروما، حيث كانت تركز على إسقاط الحكم المستبد واستبداله بحكم الشعب مباشرة أو عبر نواب منتخبين. أما الإسلام، فقد ظهر كدين وشريعة كاملة في القرن السابع الميلادي، وتضمن آليات حاكمة لحفظ حقوق الأفراد والجماعة وضمان العدالة الاجتماعية والاقتصادية.
تُعدّ "الشورى" إحدى أهم المفاهيم الإسلامية التي ربطها البعض بالديمقراطية الحديثة. ففي القرآن الكريم والسنة النبوية، تشدد الشورى على أهمية استشارة الناس فيما يتعلق بالأمور العامة والحياة السياسية. يقول الله تعالى في كتابه العزيز: {
وعلى الرغم من التشابه الظاهر بين الشورى والديمقراطية الحديثة، إلا أنه يوجد اختلاف جوهرِي يتمثل أساسا في المرجعيات الأخلاقية والقانونية لكل منهما. فتتميز الديمقراطية بنظام قواعد متفق عليها اجتماعيًا قد تتغير حسب الظروف والمجتمعات المختلفة، بينما تستمد الشورية مصدرها الأساسي من تعاليم الدين الإسلامي الثابتة والتي تحافظ على هويتها الفريدة حتى وإن طبقت بطرق مختلفة عبر الزمن والثقافات المختلفة للمسلمين الذين ينشرون رسالتها عالميًا منذ ألف عام مضت.
ومن هنا نشأت مدارس تفكير متنوعة بشأن كيفية تطبيق مبدأ الشورى ضمن إطار سياسي ديمقراطي حديث. فالبعض يشجع التدرج نحو مزيدٍ من مشاركة المجتمع المدني واتخاذ قراراته تحت مظلة قانون دستوري يضمن الحقوق والحريات للجميع ويمنع الانقلابات والاستبداد السياسي بأشكاله التقليدية والمعاصرة alike. بينما يفضل الآخرون الاقتصار على شكل محدود للشورى داخل مؤسسات الدولة نفسها لمنع تضارب القوانين الوضعية بالقوانين الإلهية مما قد يؤدي لعواقب غير مرغوب بها عند طرف واحد أو الطرف المقابل عموما .
وبالتالي فإن البحث عن أرض وسط تجمع بين هذين النهجين يبقى محل اهتمام وبحث مستمر لدى عدد كبير ممن يعملون لتحقيق تقدم مجتمعي وعلماني مستدام بعيد كل البعد عن التعصب والتطرف الحزبي والفكري والذي يُفرق ولا يجمع ويتسبب بمآلات وخيمة حاليا وفي أي زمن مُقبل أيضا . إن تحقيق مصالحة تاريخية لهذا الثنائي الثقافي الاجتماعي والسياسي بات ضرورة ملحه لتجاوز العقبات والصراعات المؤذيه لجميع افراد البشر بغض النظرعن ديانات ومعتقدات مختلفه لأن الجميع شركاء الوطن والإنسانية جمعاء وهو هدف نبيل يستحق الصبر والجهاد بالنصح والعطاء والبناء وليس الهدم كما يحدث الآن مؤسفآ .