ملخص النقاش:
مع تطور التكنولوجيا الرقمية بسرعة، أصبح دور الذكاء الاصطناعي (AI) في قطاع التعليم واضحًا ومثيرًا للاهتمام. يتيح الذكاء الاصطناعي فرصاً عديدة لتحسين جودة التعلم وتخصيصه، ولكن كما هو الحال مع أي تقنية جديدة، هناك تحديات تحتاج إلى معالجة لضمان الاستخدام الفعال والمستدام لهذه التقنيات.
التعليم الشخصي المتقدم
يمكن للذكاء الاصطناعي تقديم تجارب تعليمية مخصصة لكل طالب بناءً على نمطه الفردي من التعلم والمهارات والمعرفة الموجودة حالياً لديه. تستطيع الأنظمة التي تعتمد على AI تحديد نقاط القوة والضعف لدى الطالب واستخدام هذه المعلومات لتقديم مواد دراسية أكثر فعالية وشرح دروس يصعب فهمها بطرق مختلفة حتى يتمكن الطلاب ذوو القدرات المختلفة من اللحاق بموضوع الدرس. بالإضافة لذلك فإن استهداف الاحتياجات الخاصة يمكن تحقيقه باستخدام أدوات مثل الترجمات الصوتية والفيديوهات التفاعلية وغيرها مما يضمن الوصول الشامل للمحتوى الأكاديمي لأكبر عدد ممكن من الأشخاص بغض النظر عن حاجتهم للتعديلات أو التحويلات المرئية والسماعية أثناء عملية التعلم.تقييم مستمر ومنصف
توفر تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي أيضاً طرقاً مبتكرة لرصد تقدم الطلاب وتحديد مستوى كفاءتهم باستمرار عبر اختبارات غير تقليدية وأكثر شمولاً لمجالات متعددة. توفر الاختبارات الذاتية بواسطة البرمجيات مدعومة بالذكاء الصناعي بيانات دقيقة حول المهارات المكتسبة والأخطاء المحتملة وعوائق التعلم الممكن حدوثا بتلك الكيفية يستطيع المعلمون تصميم خطط علاجية واتخاذ قرارات بشأن تدخلات دعم أفضل داخل الصف الدراسي نفسه وكذلك خارجه حسب الضرورة. وهذا يساهم بشكل كبير في تحقيق الإنصاف بين جميع الأفراد سواء كانوا طالبات أم طلاب حيث لن تخضع التجربة التعليمية للحكم البشري الذي قد يؤثر عليه العوامل الأخرى كالبيئة الاجتماعية والثقافية وغيرهما وبالتالي ستكون المقارنة هنا مبنية بصورة أكبر على القدرة الأكاديمية المنفردة وعلى أساس فردي خالص وهو أمر مطلوب بشدة خاصة بالنسبة للأطفال الذين يعانون من اضطرابات تعلم محددة والتي بدون تمييز عادل فقد تواجه عقوبات شديدة تؤثر عليها بالسلب.التحديات والعواقب المرتبطة باستعمال روبوتات الدعم الآلي
على الرغم من فوائد استخدام الروبوت الداعم المدعوم بالذكاء الصناعي إلا أنه هنالك العديد من التحديات التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار قبل اعتماد هذا النوع الجديد من الوسائل التدريسية. أحد أهم المخاطر يكمن في الاعتماد الزائد عليها والذي ربما يحرم الجيل الحالي المستقبل منه المهارات الأساسية اللازمة لحياة اجتماعية ناجحة نتيجة نقص التواصل الإنساني والحميمية الغائبة عموما عند تكرار وجود تلك الأدوات أمامهم لساعات طويلة يوميا. علاوة علي ذلك يشكل الخصوصية الأمنية قضيتان حاسمتان ترتبط كل منها بقضايا خصوصية البيانات الشخصية وقد تبدو أقل أهمية بسبب الطبيعة الحديثة لهذا المجال ولكنه يجب ألّا يغيب عنها التركيز المناسب كون تأثير سرقت المعلومات وقتلها للقيمة المعرفية يعد خسائر عظيمة للغاية وينطبق الأمر كذلك فيما يتعلق بحماية الأخلاقيات العامة أثناء تطوير نماذج الحكم ذاتيًا وقدرتها المستطاعة على اتخاذ القرارات القصوى المؤثرة دون رقابة بشرية مشددة. ولذلك اقتضى طرح هذا الجانب ضمن نقاش شامل لأبعاد الموضوع برمته واستقصائه بشكل واسع داخل مجتمع المعلنين كي تعمل الحكومة جنبا إلي جنب مع القطاع الخاص لإيجاد حلول وسط مناسبة تسمح بإدارة هذه المواقف الجديدة بكفاءة عالية وفي الوقت نفسه تضمن سلامة الجميع واحترام حقهم بامتلاك معلومات خاصة بهم وفصل الحقوق الفكرية لهم شخصيا وكليا وذلك حفاظا لما وصف بأصول المجتمع الإنساني العقلاء وما فيه مقاصده الشرعية الإسلامية المتعلقة بالحريات والكرامات وضوابط حقوق الملكية المحمية قانونيا دوليا أيضا وليس وطنيا وحدها.
