- صاحب المنشور: سليم العروسي
ملخص النقاش:
على مدى العقود القليلة الماضية، أدخلت التقنيات الجديدة ثورة تحويلية في قطاع التعليم. لقد توسعت هذه الثورة لتشمل مختلف جوانب العملية التعلمية - بداية من طريقة تقديم المواد الدراسية حتى تفاعل الطلاب مع المعلمين وزملائهم. ولكن رغم الفوائد الكبيرة التي تأتي بها تقنيات مثل الشبكات الاجتماعية والذكاء الاصطناعي والألعاب الإلكترونية وغيرها إلى الصفوف الدراسية، إلا أنها كشفت أيضا عن مجموعة من التحديات تستوجب النظر بعناية عند تطبيقها.
تعد القدرة المتزايدة للوصول إلى المعلومات عبر الإنترنت نعمة عظيمة تعزز قدرات البحث لدى الطلاب وتوفر فرصا واسعة لتعلم ذاتي مستمر. ومع ذلك، فإن هذا الرخاء الرقمي لديه عيوب محتملة أيضاً؛ فقد يؤدي الاعتماد الكبير على المنصات الرقمية إلى انخفاض المهارات الاجتماعية الأساسية والتفاعلات الإنسانية الحقيقية بين أفراد المجتمع المحلي والمدرسة. كما يمكن استخدام الوسائل التكنولوجية بطريقة غير صحية أو ضارة إذا لم يتم توجيهها بإرشادات مناسبة.
بالإضافة لذلك، هناك مخاطر مرتبطة بسرقة البيانات الشخصية وانتشار الأخبار الكاذبة ونقص الخصوصية داخل بيئات الإنترنت المفتوحة. وهذا يتطلب إجراء مزيدٍ من البحوث حول كيفية حماية بيانات الأطفال أثناء دمج وسائل التواصل الاجتماعي وأدوات أخرى تتطلب تسجيل الدخول باستخدام معلومات شخصية حساسة. علاوة على ذلك، يشكل عدم المساواة في الوصول إلى موارد تكنولوجية عالية الجودة تحدياً آخر يعوق فعالية النظام التربوي الحديث ويعيد إنتاج الفجوة بين الطبقات المختلفة اجتماعيا واقتصاديا.
وعلى الجانب الآخر، توفر لنا التكنولوجيا أيضًا أمثلة مشرقة لما يمكن تحقيقه عندما تلعب دوراً محورياً. فمن خلال الاستفادة القصوى من الطاقة الحاسوبية الهائلة واستخدام الذكاء الاصطناعي، يمكن تصميم برمجيات تعليمية مخصصة لكل طالب بناءً على نقاط قوته وضعفه الخاصة به؛ مما يساهم بتحسين مستوى التحفيز والحفاظ عليه طوال فترة التعليم الأكاديمي كلها. وبالمثل، تسمح شبكة الإنترنت العالمية بتوفير مواد دراسية متنوعة ومتاحة أمام الجميع بغض النظر عن موقع وجودهم جغرافيًا. وفي النهاية، تعد مساهمة الأجهزة اللوحية الذكية والأجهزة الأخرى الحديثة في تعزيز البيئة التعليمية أمر بالغ الأهمية نظرًا لقابلية حملها وخفة وزنها وقدرتها الفائقة على المناورة مقارنة بأسلوب الكتاب المطبوع التقليدي الذي كان سيئ الحظ لحمله معه طول الطريق لمسافات طويلة دون أي عوض عنه!
إن المستقبل الواعد للتطور العلمي والاستعداد للاستراتيجيات الناجحة ضمن مجال العلوم المعرفية يجعلنا نرى كيف ستحدث تغيرات كبيرة نحو نظام تعليم أكثر تقدمًا قابل للمواءمة حسب الاحتياجات الفردية للأطفال والشباب بمختلف مستويات مهارتهم وقدراتهم العقلية والجسدية والنفسية والعاطفية بالإضافة طبعاً لفروق الثقافية والدينية والإقليمية الموجودة بالعالم العربي تحديدًا والتي تحتاج للعناية الخاصة قبل اتخاذ قراراتها المصيرية بشأن نهج الجامعات والمعاهد المتخصصة وكذلك المدارس العامة بكاملها! إن تبني سياسات واضحة وحديثة فيما يتعلق بهذا الشأن أصبح ضرورة ملحة تواجه مجتمع اليوم الغرق وسط بحر هائج من المخاطر والفرص المشتركة التي تثري بعضها البعض بردهات افتراضية خصبت مجالات التدريس بكل أشكالها العلمانية منها والدينية الأصلية الأصيلة والتي لها دور كبير أيضا أثناء عملية الإعداد المبكر لبناء شخصيت الطفل منذ مولده مباشرة حيث يلعب الآباء مسؤوليتها الأولى ثم يأخذ بعد ذالك المسؤول علماء النفس والعلماء الدينين ممن لديهم الخبرة والكفاءة لإرشاد الصغار باتجاه طريق الحق والصواب بالحياة الدنيا