- صاحب المنشور: سعاد المقراني
ملخص النقاش:
في السنوات الأخيرة، شهد قطاع التعليم تغيرات هائلة مدفوعة بتزايد توافر واستخدام التكنولوجيات الرقمية. وقد أدى هذا التحول إلى تطوير طرق تعليم جديدة ومبتكرة، مما أثر بشكل كبير على طريقة تقديم التعلم وضمان فهم الطلاب للمواد الأكاديمية. وفيما يلي نقاش مفصل حول تأثيرات التكنولوجيا على التعليم والتحولات التي تشهدها هذه المجالات بسبب هذه الابتكارات الرقمية.
زيادة الوصول والمشاركة
تعد أحد التأثيرات الأكثر لافتة للنظر للتكنولوجيا على التعليم هي زيادتها الكبيرة في فرص الحصول عليه ومشاركته. فمن خلال المنصات الإلكترونية مثل Moodle أو Blackboard أو Google Classroom وغيرها الكثير، أصبح بإمكان المعلمين إنشاء قنوات اتصال افتراضية تربط بينهم وبين طلابهم مهما كانت المسافة الفاصلة بينهما جغرافياً. كما يمكن استخدام خدمات الدردشة المرئية والتواصل المكتوب لتسهيل عملية تبادل الأفكار والإجابة عن الاستفسارات وحل المشكلات أثناء سير العملية التدريسية. بالإضافة لذلك، فإن توفر موارد رقمية متاحة مجاناً عبر الإنترنت يشجع المزيد من الأشخاص ممن ليس لديهم الفرصة للحصول على تعليم تقليدي بالمشاركة والاستفادة من المواد العلمية. وهذا يساعد أيضاً في سد الفجوة التعليمية وتعزيز المساواة في الفرص بين مختلف الشرائح الاجتماعية والثقافية والمعرفية المختلفة.
تخصيص الخبرات التعليمية
توفر التقنيات الحديثة فرصة فريدة لتخصيص تجارب تعلم شخصية لكل طالب بناء على احتياجاته الخاصة. من خلال اختبارات الذكاء الصناعي وتحليل بيانات الأداء، يستطيع المدربون تحديد نقاط القوة الضعيفة لدى كل فرد منهم ثم وضع خطط دراسية ملائمة تستهدف رفع مستوى مهاراتهما ومعارفيهما الضرورية. فعلى سبيل المثال، قد تحتاج إحدى الطالبات لدعم إضافي في فصل الرياضيات وبالتالي يتم توجيه نظام إدارة التعلم الخاص به نحو تزويدها بمزيدٍ من التمارين والموارد المتعلقة بهذا الموضوع بعينه بهدف تحقيق نتائج أفضل منها مقارنة بنظرياتها الأخريات. كذلك الأمر بالنسبة للأطفال ذوي الإعاقة الذين بوسعهما الآن تلقي مساعدة خاصة مصممة خصيصًا لحاجتهم التشغيلية الفريدة والتي تساهم بلا شك بتطور مستويات أدائهن الدراسية أيضًا.
تغيير دور المعلم
يتغير دوره باستمرار مع تقدم العصر الحالي الذي نحيا فيه حالياً؛ حيث لم يعد مجرد ناقل للمعلومات بل شريك مهم يعزز مشاركة حسنة داخل الفصل الدراسي باستخدام الأدوات التفاعلية كاللوحات البيضاء الرقمية وأجهزة الحاسوب المحمول والألعاب التربوية وما غير ذلك كثير مما يساهم بصنع جو محفوف بالمتعة والحماس وهو يحاول جاهدًا لإشراك أفراد صفّه بسلاسة أكبر وفي نفس الوقت يضمن عملهم ضمن بيئة آمنة وخالية من أي شكل من أشكال التنمر السقيم. علاوة علي كونه مسؤولٌ ايضاًٌعن رصد مدى تقدُّمَ طلبَته ورسم خريطة طريق واضحة المعالم تضبط سرعت رحلة التعليم برمتها وفقا لما يتناسب ويتلاءم معه شخصيًا وذلك بإدراج تقدمه المستقبلي ضمن جدول زمني محدد واضح الدلالات ينطبق عليه مبدأ العدالة والموضوعية ويضمن حقوق الجميع بالتساوي سواء كان طفل صغير أم رجل عجوز فقد حان الوقت كي تبدو لنا الصورة واضحة كم سيكون لهذا النوع الجديد نوع الحياة الجديدة بعد مليء بالإنجازات الهائلة حقًا!
تحديات محتملة للمستقبل
على الرغم من وجود العديد من مزايا تكنولوجيا التعليم إلا أنها لا تخلو تمامًا من التحديات المحتملة أيضًا والتي تتطلب اهتماما خاصا قبل البدء بها؛ كتلك المتعلقة بكيفية ضمان سلامة الأطفال عبر شبكات الانترنت المفتوحة أمام أعينهم جهارا نهار وكذلك كيفية مواجهة مشاكل افتقاد التواصل البشري الواقعي الناجم غالبًا نتيجة الاعتماد الزائد عنها إضافة إلي كون بعض المناهج الدراسية القديمة ربما لن تناسب طبيعتها الجديدة مطلقًا وستحتاج وقت وجهد مضاعفين لإعادة هيكلتها وإضفاء رونقه عليها مرة ثانية حتى تصبح قابلة للاستخدام وبعد تطبيق تلك الخطوات ستكون بذلك قد أخذت بداية مشروع جديد مماثل لحلك الورقية ولكن بطريقة أكثر رقائية وحداثة !إنطلاقا من هنا يبقى وجه نظر