• صاحب المنشور: غالب الشرقي
  
  ملخص النقاش:
  في السنوات الأخيرة، شهد العالم تطورا هائلا في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. هذه التقنية المتقدمة تقدم حلولاً مثيرة ومبتكرة لمجموعة واسعة من الصناعات، بدءًا من الرعاية الصحية إلى الأعمال التجارية إلى وسائل الترفيه. بينما نجد الفرص والمزايا التي يوفرها الذكاء الاصطناعي، فإن القضية الرئيسية التي تبرز هي مسألة الخصوصية الشخصية وكيف يمكن لهذه التقنيات الجديدة التأثير عليها.

تتطلب الحاجة إلى توازن دقيق بين استغلال قدرات الذكاء الاصطناعي لاستحداث تحسينات في حياتنا اليومية والحفاظ على خصوصيتنا وأمان بياناتنا الشخصية. هذا التوازن يتطلب منا مراجعة كيفية جمع البيانات واستخدامها وتخزينها ومعالجتها بواسطة الأنظمة المدعومة بالذكاء الاصطناعي.

من جهة أخرى، تُظهر لنا حالات مثل تسريبات البيانات الضخمة والأكاذيب الكبرى حول الاستخدام غير القانوني للبيانات البشرية حقيقة أن الثقة العامة تتآكل بسبب عدم القدرة على التحكم أو الفهم الكامل لكيفية استخدام ذكائنا الاصطناعى لمعلوماتنا الخاصة.

إحدى أهم المعضلات هنا تكمن فيما يعرف بـ "الافتراض الجيد": حيث يفترض العديد من مصممي البرمجيات أنه بإمكانهم الوصول والاستفادة من أي قدر من المعلومات بشرط الحصول على إذن المستخدم الأولي. لكن هل يكفي مجرد الموافقة مرة واحدة عند تنزيل تطبيق جديد؟ ربما لا؛ لأن الكثيرين لا يفهمون تمامًا طبيعة كل شروط الخدمة ولا يستطيعون تتبع مكان تواجد معلوماتهم باستمرار عبر شبكة الإنترنت الواسعة وغير المقيدة.

لذلك تشمل الحلول المحتملة لهذا التحدى ضرورة وجود قوانين أكثر صرامة بشأن سرية المعلومات وتطبيق أفضل للممارسات الأمنية الحديثة لحماية تلك البيانات أثناء نقلها ومعالجتها ومن أجل ضمان الشفافية الكاملة للمستخدم النهائي.

بالإضافة لذلك، يجب العمل أيضًا على زيادة الثقافة والمعرفة لدى الأفراد حول أهمية الخصوصية وكيف يؤثر خيار مشاركتها أم لا على تجربتهم اليومية وعلى مستقبل المجتمع ككل.

وفي الخاتمة، فإن تحدي تحقيق توازن صحيح بين تأثيرات تقنية الذكاء الاصطناعي الإيجابية وبين احترام حق الجميع فى خصوصيتهم بات أمرًا ضرورياً وملحّا ويحتاج الى تعاون مجتمعی شامل يتضمن الحكومة والشركات ومطورین البرامج والفرد العادي نفسه كي نواكب عصر الطفرة التكنولوجیه بهذا النهج المنصف المستدام