• صاحب المنشور: مرام البوعزاوي
  
  ملخص النقاش:
  بالتأكيد! فيما يلي مقال حول موضوع "الذكاء الاصطناعي والأخلاق":

الذكاء الاصطناعي والأخلاق: تحديات وصراعات مستقبلية

في عصر التكنولوجيا المتسارعة التي نعيشها اليوم، أصبح الذكاء الاصطناعي (AI) جزءاً لا يتجزأ من حياتنا. بدءاً من المساعدين الافتراضيين مثل Siri وAlexa إلى السيارات المستقلة والأنظمة الطبية المعقدة، يوفر الذكاء الاصطناعي حلولاً مبتكرة لمجموعة متنوعة من الصناعات. ولكن مع كل هذه الإنجازات الرائدة، يبرز سؤال أخلاقي رئيسي: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يعمل بشكل صحيح بدون الأخلاق؟

إن مسألة الأخلاق والذكاء الاصطناعي هي واحدة من أكثر المواضيع تداولا بين الخبراء والمفكرين والفلاسفة على حد سواء. فالذهاب أبعد مما هو متوقع أو غير المتوقع لدى آلات التعلم الآلي قد يؤدي إلى عواقب وخيمة تضر بالمجتمع ككل. لذلك فإن ضمان وضع القواعد والمبادئ الأخلاقية عند تطوير نماذج ذكية أمر ضروري.

تُظهر لنا حالات حقيقية كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يخلق مشاكل أخلاقية. على سبيل المثال، يستخدم بعض شركات التأمين بيانات الذكاء الاصطناعي لتحديد معدلات مخاطر العملاء المحتملين بناءً على تاريخهم الطبي والجيني. بينما يبدو هذا مفيدا للشركة، إلا أنه ينتهك خصوصية الأفراد ويضع قضايا أخلاقية أمام الفرد المصاب بأمراض جينية نادرة مثلاً والتي ربما تحصل عليها نتيجة لمعلوماته الشخصية المحمية حالياً بموجب القانون.

ومن الجانب الآخر، هناك جدل كبير حول استخدام الأنظمة العسكرية المدعومة ببرنامج الذكاء الاصطناعي الذي يشكل تهديدا وجوديا للحرب العالمية المقبلة حيث أنها قادرة الآن على اتخاذ القرارات بنفسها دون تدخل بشري مباشر وهذا يعرض السلام العالمي للمزيد من المخاطر خاصة إذا تم اختراق تلك البرامج واستخدامها لأغراض شريرة أخرى.

وفي مجال الرعاية الصحية أيضاً تشكل الذكاء الاصطناعي طفرة كبيرة لكن بتطلب ذلك مراقبة دقيقة للأخطاء البشرية السابق ذكرها حتى يتم تجنب أي سوء تقدير محتمل أثناء تشخيص الحالات المرضية الخطرة والذي قد يؤثر بشكل سلبي على حياة الناس.

وبالتالي فإنه بات واضحا بأن المجتمع بحاجة ماسّة لإيجاد حل وسط مناسب يحقق توازن بين تقدم العلم والتكنولوجيا وبقاء الأخلاق الإنسانية ضمن حدود القوانين والمعايير الدولية لحماية حقوق الإنسان والحفاظ على سلامته العامة بعيدا عن أي تأثير سيئ وغير قانوني. إن الضغط الحالي نحو تسريع عملية إنتاج وتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي يجب مواجهته بقوة وإصرار من قبل جميع الجهات ذات العلاقة ومنظمات المجتمع المدني أيضًا للتأكيد على أهميتها واحترام مستويات احترام خصوصيتهم والكرامة المهنية لهم ولغيرهم ممن زاد اعتمادهم عليها وعلى نطاق واسع وفي مختلف القطاعات الخدمية المختلفة كالطب والإدارة المالية وغيرهما الكثير مما يعني أنه يجب العمل بكل قوة للحيلولة دون وقوع كارثة بسبب عدم مراعاة الاعتبارات الأخلاقية خلال مراحل التصميم البرمجي لهذه المنظومات المعقدة حديثًا جدًا بالنسبة لنا كمستخدمين أصغر سنّا بكثير منهم وأقل خبرة كذلك الأمر بالنسبة لهؤلاء الذين هم في طور البدء بإتقان مهارات عمل جديدة متعلقة بذلك المجال الواسع الجديد نسبيا وهو الذكاء الاصطناعي نفسه!!